ذكرت "الاخبار" أنّ ما كشفه تعليق تنفيذ اتفاق الحجر الأسود بسبب مقتل قائد جيش الاسلام زهران علوش يُدلل على أنّ المناطق التي يسيطر عليها "جيش الإسلام" ما زالت صالحةً للنفاذ من محيط دمشق إلى خارجها.
وتؤكّد معلومات "الأخبار" أنّ مربط الفرس في كلّ ما تقدّم هوَ أنّ "تعذّر خروج زهران إلى الرياض لم يكن ناجماً عن خللٍ في مناطق السيطرة، بل عن إغلاق أبواب عمّان في وجهه". ثمّة روايتان في هذا السياق: الأولى يوردُها مصدرٌ من داخل "جيش الإسلام" أنّ الأمنيين المحيطين بعلّوش "تلقّوا تحذيراتٍ من أجهزة صديقة مفادُها وجودُ قرار سوري روسيّ، باستهداف الشيخ"، الأمر الذي دفعَ إلى اتّخاذ قرار بعدم المغادرة. والواقعُ أنّ هذه الرواية تتناقضُ معَ استمرار علوش في ممارسة مهماته "القياديّة" على النحو المعتاد: جولاتٌ واجتماعات وزياراتٌ تفقديّة.
الرواية الثانية يوردُها "ناشطٌ إعلامي" موجود داخل الغوطة، ومحسوبٌ على مجموعةٍ مسلّحة أخرى. ويقول المصدر لـ"الأخبار" إنّ "الأردنيين أعلموا جماعة زهران صراحةً بعدم استعدادهم لتسهيل سفره هذه المرّة بسبب المستجدّات الدوليّة (خلافاً لكل المرات السابقة التي كانت فيها المملكة ممرّاً آمناً بحفاوة)". المصدر أكّد أنّ "المعلومات المتداولة على نطاق ضيّق تؤكد وجود دور استخباري أردني وراء استهداف علّوش. فالأردنيون سرّبوا المعلومات اللازمة إلى المحور السوري الروسي، ومهّدوا لقطف رأسه". ومن شأن هذه الرواية أن تطرح أسئلة كثيرة عن الدور الأردني وما يمكن أن يُفرزه في المرحلة التالية على مختلف الصّعد.
وتبرز في هذا السياق المعلومات التي رشحت قبل فترة عن انتقال عدد من مقاتلي "جبهة النصرة" من الجنوب السوري إلى الشمال، وخاصّة أنّ اللائحة المتداولة تورد عدداً من "القياديين" الذين يحظون بعلاقات طيبة مع الاستخبارات الأردنيّة، مثل أبو ماريّا القحطاني، وسامي العريدي. ومن المعروف أن عمّان قد أوليت بقرار دولي مهمّة إعداد "لائحة التنظيمات الإرهابيّة" وهو دور لم يكن لها أن تؤديه لولا رضى روسي أميركي. ورغم أنّ السلطات الأردنيّة تبدو حريصةً على علاقاتها بالرياض، غيرَ أن هذا الحرصَ لا يرقى إلى درجة "التبعيّة المُطلقة"، في ظل "المهارة" الأردنيّة المعهودة في التكيف مع المتغيرات والتجاذبات الإقليمية والدولية.