بدت إسرائيل، أمس، بعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في أسبوع الشهيد سمير القنطار، في حالة صدمة وإرباك. إعادة التأكيد على الالتزام بالرد «مهما كانت التبعات»، كانت كافية لدفع المسؤولين الاسرائيليين الى الانكفاء، بعد يومين من التهديد والوعيد.
الصمت الرسمي، بعد كلمة نصرالله، قابلته تغطية إعلامية إسرائيلية لافتة، إذ تسابق المحللون والمعلقون في مختلف وسائل الاعلام على تحليل مضمون الكلمة وأبعادها، مع شبه إقرار بأن إسرائيل أخطأت في تقدير ردّ فعل حزب الله. وكان التشديد لافتاً على عبارتَي «مهما كانت التبعات»، وان على إسرائيل أن «تقلق على الحدود وفي الداخل والخارج».
تحت عنوان «إسرائيل تستعد ونصرالله يهدد»، لفتت القناة العبرية العاشرة الى أنه للمرة الثانية في أقل من أسبوع، يعود نصرالله ويؤكد على الرد، وفي ذلك رسالة الى اسرائيل بأن كل التحذيرات والتهديدات لا تجدي نفعاً. وأشارت الى أنه سواء أحبّت اسرائيل ذلك أو لا، فإن «نصرالله يعرف كيف يخطب وكيف يهدد. والسؤال هو: ما الذي سيفعله عملياً؟ التقديرات تشير الى أنه سيرد، بل ويمكن أن يكون الردّ في الجولان نفسه (...) في إسرائيل لم يفهموا أهمية سمير القنطار من ناحية حزب الله. نصرالله ألزم نفسه بالرد، والرد سيأتي».
القناة الثانية أشارت الى أن «نصرالله لا يريد أن يسمع التهديدات والتحذيرات والتلميحات الاسرائيلية بأنه سيدفع ثمناً باهظاً إذا قام بالانتقام». وأضافت: «نصرالله ردّ على وزير الامن موشيه يعلون، وعلى تهديدات أخرى سمعها من اسرائيل، ولسان حاله يقول: أنا ألزم نفسي علناً بالرد. والسؤال يبقى فقط حول كيف وأين؟».
وأشارت القناة الى أن حزب الله يتابع كل ما يحدث في إسرائيل، «ولديهم منظومة كاملة متكاملة لرصد الوضع في إسرائيل وتصريحات ومواقف المسؤولين فيها، وصولاً الى تتبع مواقع التواصل الاجتماعي ورصد شبكات المحادثة مثل الواتساب وغيره. ونصرالله يطّلع يومياً، وربما كل نصف يوم، على ما يقال ويحدث في اسرائيل».
وكان يعلون قد استبق أسبوع الشهيد القنطار بجملة تهديدات لحزب الله وأمينه العام. وحذّر في حديث الى القناة الثانية من الرد وتبعاته، وقال: «أنا لا أريد أن أتحدث عمّن اغتاله (القنطار) أو لم يغتله. لكن من فعل ذلك عرف جيداً من هو سمير القنطار»، وأكّد «أننا نتعامل بجدية مع مسألة الرد. لكن آمل أن يكون حزب الله قد تعلم من حرب لبنان الثانية، وأنه لم يقدّر في حينه ردّنا بشكل جيد». وأضاف: «لقد تبنّى (نصرالله) القنطار، وهو بذلك يتبنّى المسؤولية عن خمس عمليات ضد إسرائيل في الجولان، ولهذا السبب فليُعد حساباته، وليُعد الايرانيون أيضاً حساباتهم، وهم الذين يحاولون فتح جبهة في الجولان».
وسبق كلام يعلون كلام لرئيس أركان الجيش الاسرائيلي غادي ايزنكوت أكّد فيه أن اسرائيل قادرة على مواجهة التهديدات المقبلة من الشمال وأي تهديدات أخرى.
وإضافة الى كلام يعلون وايزنكوت، أولى الاعلام العبري تقرير صحيفة «القبس» الكويتية أهمية واسعة، الى حدّ كاد يكون تبنّياً مباشراً لما ورد فيها. وعدّ المحللون تقرير الصحيفة، الذي نقل تهديداً مباشراً عبر «دبلوماسيين غربيين بأن إسرائيل ستشنّ حرباً في حال ردّ حزب الله»، أنه جزء من التهديدات والرسائل المرسلة الى الحزب لثنيه عن الرد.
بعد كلمة نصرالله أمس، كان الجامع المشترك لدى وسائل الاعلام العبرية ومعلقيها، وسط صمت رسمي، خطأ التقديرات الابتدائية لتل أبيب التي يبقى عليها أن تنكفئ وتمنع جنودها ومستوطنيها من الظهور العلني على الحدود، علّها تحدّ من خسائرها المرتقبة، لأن «الردّ آت وحتمي»، و»مهما كانت التبعات».