هي أول كنيسةٍ مارونية في مدينة بيت لحم في لحم، وقد تمّ افتتاحها قبل أيام في إطار تثبيت الوجود المسيحي على الأرض الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الاسرائيلي تهجير أبنائها من خلال فرض مزيد من المضايقات والممارسات التعسفية بحقهم، علمًا أنّ الطائفة المارونية موجودة في داخل الأراضي المحتلّة منذ العام 1948 وقد بدأت مؤخرًا بالانتشار في بيت لحم ورام الله وغيرها من المدن الفلسطينية.
هي كنيسة دير القديس مار شربل، التي افتتحت بالتزامن مع أجواء عيد الميلاد المجيد، وبمناسبة مرور 50 سنة على تطويب القديس شربل (1965-2015) تحت رعاية الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، "دير مار شربل"، وهي التي تشكّل أحد المعالم الدينية الهامة والمهجورة منذ أربعة عشر عاماً.
تثبيت الوجود المسيحي
يعتبر رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنُصرة القدس والمقدّسات حنّا عيسى أنّ افتتاح كنيسة القديس مار شربل في بيت لحم هو بمثابة تثبيتٍ للوضع المسيحيّ في فلسطين، على مستوى المسيحيين العرب، لافتاً إلى أن الطائفة المارونية هي بالأساس سريان وامتداد للموارنة في فلسطين المحتلة.
وفي حديث لـ"النشرة"، يشدّد عيسى على أنّ ذلك سيسهم في زيادة عدد السّيّاح الذين سيأتون من الخارج إلى الأراضي الفلسطينية للصلاة والتبريك، خصوصاً وأن هذه الكنيسة موجودة بالقرب من كنيسة المهد في بيت لحم.
ويوضح حنّا أن الكنيسة المارونية هي امتداد لكافة الكنائس في فلسطين، "إذ لدينا كنائس سريانية، وأرثوذكسية، وروم كاثوليك وروم أرثوذكس، وكنائس قبطية وغيرها من الكنائس التي تنتشر في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة".
مساهمة رئاسية فلسطينية
من جهته، يكشف محافظ مدينة بيت لحم جبرين البكري عن مساهمة الرئاسة الفلسطينية بـ100 ألف دولار لإعادة تأهيل وترميم الكنيسة، في سياق اهتمام السلطة الوطنية الفلسطينية بالأماكن الدينية المقدسة ودعمها بمختلف السبل المتاحة.
وفي حديث إلى "النشرة"، يقول البكري: "تم إعادة ترميم وتأهيل الكنيسة من أجل أن تكون كنيسة يصلى فيها من قبل الأخوة المسيحيين، وبشكل خاص الطائفة المارونية الموجودة في فلسطين"، ويلفت إلى أنّ ذلك يأتي في إطار تعزيز التعددية الموجودة في فلسطين، إذ إنّ لكل طائفة كنائسها وأديرتها الخاصة.
ويشير البكري إلى أن فلسطين مليئة بالأماكن الدينية الاسلامية والمسيحية التاريخية، وتمت المساهمة المالية في كنيسة القديس مارل شربل لأجل إعادة إحيائها والاعتناء والاهتمام بها.
وجودهم مهم
"افتتاحها ينبع من مكانة مدينة بيت لحم كمدينة ميلاد للسلام"، هذا ما يؤكّد عليه راعي طائفة اللاتين في بلدة بيت جالا بمدينة بيت لحم، الأب إبراهيم الشوملي، الذي يرى في حديث لـ"النشرة" أن افتتاح الكنيسية وترميمها يهدف لجعلها مكانًا جديدًا للعبادة، وللتقرب من الله في كل الصلوات والقداديس التي تتم بها.
ويوضح الشوملي أنه من المهم أن تكون الطائفة المارونية موجودة في بيت لحم، مع انتشارها داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وفي القدس، وذلك لتثبيت الوجود المسيحي ودفع الجميع للوجود على هذه الأرض المقدسة.
ويخلص الشوملي إلى أنّ وجودهم في بيت لحم يعني أن "عائلاتهم ستزداد وتتكاثر وهذا شيء مهم وضروري بالنسبة لنا في فلسطين المحتلة". ويضيف: "هذا شيء جميل ينبع من مكانة بيت لحم الدينية والميلادية، مع التأكيد على أن وجودهم مهم وسيخدم مدينة السلام بشكل خاص وفلسطين بشكل عام".
وكانت النشرة سلّطت الضوء في تقرير سابق على هذا الدير.
لمزيد من الصور اضغط هنا.