علقت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس على الهجمات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية في القامشلي ليلة 31 كانون الأول 2015، مما أدّى إلى سقوط أكثر من 17 شهيد من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وأكثر من 40 جريح معتبرةً أن"مرةً جديدة تقوم يد الإرهاب الآثمة بعمل إجرامي مروّع ولكن هذه المرة تطال مدينة القامشلي الحبيبة، عروس الجزيرة السورية، بعملٍ وحشي خلف وراءه العشرات من الشهداء والجرحى وذلك منتصف ليلة 31/12/2015 هديةً للناس الأبرياء المدنيين بمناسبة مطلع العام الميلادي الجديد".
وأشارت في بيان إلى أن "الارهاب كسّر كاهل الشيوخ وخطفَ الأمل من قلوب الشباب واغتصب الفرحة من وجوه الأطفال وكلّ ذلك بدون حقٍّ، فقط لأن أبناء القامشلي بمختلف طوائفهم ومعتقداتهم هم مواطنين صالحين، عُرف عنهم محبتهم وإخلاصهم لوطنهم ولأرضهم ولكن ما برح عدو الخير والإنسانية يتفنَّن في حيله الخبيثة في كل مكان من شرقنا الحبيب ليقضَّ مضجع أبناء الله المؤمنين ويبعدهم عن طريق الحق والحياة"، متسائلةً "أيُ إله يعبد هؤلاء الانتحاريون ولأي دين ينتمون والدم والقتل والتنكيل بنظرهم طريقة لإحقاق حق إلههم وشرعه على الأرض وأين هو الضمير الإنساني العالمي، ألم يحن الوقت بعد كي يستفيق من ثباته العميق وأن يعمل بكل ما أوتي به من قوة من أجل الحفاظ عمّا بقي من أناس آمنين عزّل، كل همهم أن يعيشوا بأمان وسلام في أرض آبائهم وأجدادهم، ألم يحن الوقت لتتنادى جميع القوى التي تدّعي حقوق الإنسان فتُجمِع وتعمل على مكافحة الإرهاب والتطرّف بكل أشكاله".
وتوجّهت إلى أبناء السريان في القامشلي بالقول "لقد دفعتم غالياً ثمن إيمانكم وثباتكم ومحبتكم وتجذّركم في الأرض وقدَّمتم ولا زلتم تقدمون دروساً في محبة الوطن والأرض فكيف لا وأنتم أحفاد شهداء الإبادة السريانية سيفو، تلك الإبادة التي تعرّض لها أجدادنا قبل مائة عام، وإذ رفضتم الذل والهوان والخنوع وما رضيتم عن هذه الأرض بديلاً، قامت يد الغدر بهذا العمل الإرهابي الجبان وكلّنا إيمان بأنه لن يضعفكم ولن يثنيكم عن محبتكم لأرضكم وأن هذه التفجيرات لن تهزّ جذور التعايش الوطني في ربوع جزيرة الخير والعطاء، مهما بلغ الانفجار من وحشية وعنف".
واستنكرت "هذه الجريمة الإرهابية البشعة"، مطالبةً جميع الجهات المعنية بـ"التدخل السريع لحماية جميع سكان تلك المنطقة من تسلل الإرهابيين إليها ومنع أية عملية انتحارية أخرى والتحقيق لمعرفة من يقف وراء هذه الجرائم وعدم التساهل في الرد على مرتكبيها"، مشيرةً إلى "إننا نرفع أكفّ الدعاء إلى العزّة الإلهية لتزّف بعرس ملائكي مجيد أرواح الشهداء الأبرياء وتضمّهم إلى صفوف الأبكار المتكوبة أسماءهم في السماء، نصلي إلى الرب الإله ليمطر شآبيب العزاء والسلوان على قلوب ذويهم وأقربائهم وكل حزين على فقدهم".