لم تمضِ سوى أربعٌ وعشرون ساعة على تهديد الامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله لإسرائيل بالإنتقام لعميد الأسرى المحررين سمير القنطار الذي كانت قد اغتالته قبل عشرة أيام، بقوله في تأبين عضو المجلس المركزي لحزب الله الشيخ محمد خاتون أنّ "رد المقاومة آت لا محالة وهي تختار الوقت والمكان المناسبين"، حتى جاء الرد بالفعل من الخطوط الخلفية لمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، فيما كانت إسرائيل تجري في تلك المنطقة مناورات عسكرية مصحوبة بقصف مدفعي دخاني لحجب الأنظار عنها.
وفي هذا الاطار، كشفت مصادر عسكرية وأمنية لبنانية لـ"النشرة" أنّ "حزب الله" إخترق من خلال مهاجمته دورية إسرائيلية داخل مزارع شبعا وعلى مقربة من الجولان السوري المحتلّ منطقة محصنة الكترونيًّا وبكاميرات المراقبة والأحراج الواسعة، ليتمكّن من تفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق خلفيّة لزبدين ويلفّها الضباب الكثيف الذي حجب الرؤية، الأمر الّذي سهّل على الحزب الوصول إلى هدفه بتفجير العبوة رغم الإجراءات الكبيرة والمناورات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين، ما أدّى لتدمير آلية إسرائيلية من نوع "هامر" وجرح من كان بداخلها.
وأوضحت المصادر أن المنطقة التي نفّذ فيها "حزب الله" عمليته تحيط بها أربع مواقع إسرائيلية وهي العباسية، السمّاقة، رويسة القرن، الرمثة، ويشكّل الوصول اليها صعوبة ولا يمكن إختراقها بسهولة، نظرًا للتحصينات المُقامة على مقربة منها ولا سيّما وجود ثكنة عسكرية إسرائيلية على مسافة غير بعيدة من هضبة الجولان وهي تقع في الخطوط الخلفية لجبهة المزارع وعند مثلث المزارع-الجولان-اسرائيل.
وعلى جري العادة، كان الردّ الإسرائيلي جاهزًا من خلال القصف العشوائي للمناطق الجنوبية، وذلك على الرغم من برودة الطقس وتدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، علمًا أنّ إسرائيل لجأت مؤخرًا، وفق المصادر، إلى حماية مواقعها في المزارع من تساقط الثلوج التي تشهدها المنطقة المرتفعة 1200 متر عن سطح البحر حتى أواخر أيار من كل عام، إلا أنّ حماية إسرائيل لمواقعها من الثلوج أسهل بكثير من حمايتها من عمليات المقاومة المستمرة كرد على العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان والتي تتميز بإرتفاع وتيرتها في كل الفصول وعلى مر السنوات، على حدّ تعبير المصادر نفسها.
وأتى ردّ الفعل الاسرائيلي بقصف مدفعي استهدف المناطق الحرجيّة المقابلة لمنطقة عمليّة حزب الله، ومحيط القرى والبلدات السكنية وتخومها في القطاع الشرقي من المجيدية والماري وكفرشوبا الى رباع التبن وحلتا والوزاني والعباسية وتخوم الغجر، حيث احصت المصادر الامنية اطلاق اسرائيل نحو 20 قذيفة من مختلف العيارات الثقيلة على الاراضي اللبنانية استهدفت 15 منها قذيفة المرتفعات والتلال والاودية التي تربط المزارع بالبلدات القريبة وسط تحليق للطيران الحربي والمروحي والتجسسي الاسرائيلي على مدى اكثر من 4 ساعات شهدت المنطقة خلالها اجواء حرب حقيقية.
أما الجيش اللبناني الذي وضع وحداته العسكرية في الجنوب في حال استنفار، فقد اتخذ من جهته كافة التدابير والاجراءات العسكرية في حال قيام اسرائيل بشن اي هجوم على لبنان، في وقت أجرت قوات "اليونيفيل" اتصالات بالجانبين اللبناني والاسرائيلي للحفاظ على الهدوء وممارسة اقصى درجات ضبط النفس ضد اي استفزاز.
ولوحظ ان بيان "اليونيفيل" الّذي لم يحمل "حزب الله" مسؤولية الرد من الاراضي اللبنانية أكد انّ الهجوم على الدورية الاسرائيلية المؤلفة من سيارتين كان من جنوب الخط الازرق في منطقة مزارع شبعا.