رأى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "إقدام النظام السعودي على إعدام الشيخ نمر النمر هو جريمة خطرة بكل المعايير، وهي سابقة في تاريخنا المعاصر، لأنها جريمة تريد أن تعدم الصوت الحر والمطلب المحق، وأن تدفع الناس إلى خيارات لا يريدونها، فسلوك هذا النظام قد أصاب كل الأمة، ولو استقرأنا تاريخنا المعاصر لا نجد دولة ولا نظاماً قد تجرأ على ممارسة ما أقدم عليه آل سعود، بإعدامهم للعالم المجاهد الإصلاحي، بسبب حرية التعبير وانتقاده السلمي لسلوك النظام".
وفي كلمة له، خلال احتفال تأبيني في بلدة شقراء الجنوبية، أشار الى "اننا كنا في السابق نحاول أن لا نقول كل ما لدينا، لأننا كنا ولا نزال حريصين على إيجاد مساحات للإلتقاء، وعناوين من الممكن أن نتفاهم عليها كي لا تذهب الأمة إلى مزيد من الإنزلاق والشرذمة، إلا أن هؤلاء أقفلوا كل الأبواب، ولم يتركوا مجالاً ولا مساحة من مساحات الإلتقاء إلاّ وضيّقوها وألغوها وأعدموها، فباقترافهم جريمة إعدام هذا العالم الإصلاحي، إنما أرادوا أن يبعثوا رسالة للجميع أنه لا مكان للتعقل ولا للإلتقاء ولا للمعالجات، بل مارسوا تصعيداً تلو آخر، من أجل الهروب إلى الأمام في محاولة لتخطي مشكلاتهم البنيوية عبر إثارة فتن ومشكلات هنا وهناك".
ولفت الى ان "النظام السعودي لم يجد على امتداد العالم حتى من حلفائه وداعميه من يبرر له هذه الجريمة، إلاّ بعض الأصوات التي تسترزق على فتات هذا النظام، لأن أي صاحب ضمير لا بد أن يأخذ موقفاً مما اقترفوه، كونها قضية إنسانية وعدالة وحرية وحق معطى في شرائع السماء وشرائع أهل الأرض".
وانتقد بعض الأفرقاء في لبنان "ممن لا يوجد لديهم معيار أخلاقي ثابت في الحكم على القضايا المحقّة، فنجدهم يقفون إلى جانب قضية بعنوان الحرية وحقوق الإنسان ثم يكونون ضد قضية أخرى تحمل العنوان نفسه، وانطلاقاً من ذلك فإن عليهم أن يثبتوا بأنهم إذا كانوا مع الحرية فيجب أن يكونوا ضد إعدام هذا العالم الربّاني، لأنه أعدم بسبب حرية الرأي، وإذا كانوا مع حقوق الإنسان فعليهم أن يقفوا ضد ممارسات الجماعات التكفيرية التي تقتل وتجوّع وتمنع وصول المساعدات إلى القرى المحاصرة في سوريا، إلا أن الواقع لدى هذه الافرقاء في لبنان يدل على أنه ليس لديها معياراً أخلاقياً في الوقوف إلى جانب القضايا المحقة، لأن معيارهم هو المصلحة والإنتماء إلى المحاور الإقليمية، كما أن معيار بعضهم مذهبي وطائفي وعنصري".
واعتبر ان "من يقف مع حق الإنسان في التعبير عن رأيه، يقف معه في أي مكان كان في العالم، وأن من يقف مع حق الإنسان في الحياة العزيزة الكريمة، يقف مع أي إنسان أياً كان انتماؤه أو طائفته، إلا أننا لم نسمع صوتاً لا من لبنان ولا من خارجه من الذين يدّعون بالمعيار الأخلاقي في الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان، يتحدث عن قرى في سوريا قابعة تحت نير الحصار التكفيري الذي يمارس التجويع والقتل والتدمير بحق أهلها منذ سنوات".
ورأى "اننا وعلى الرغم مما نواجهه من حرب كبرى في منطقتنا يراد منها إسقاط بلادنا كما يحصل في سوريا والعراق، إلا أننا نشهد اليوم تقدماً في الميدان للمحور المناهض للفتنة والتكفيريين وسياسة الهيمنة الأميركية، وكما يعرف الجميع فإن من يتقدم في الميدان يكون هو الذي يغيّر المعادلة السياسية، وهذا ما تؤكده تجربتنا في لبنان".