تساءلت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية عن "السر وراء الاهتمام باستظهار أدب الكاتب الإنغليزي الأشهر وليم شكسبير أكثر من غيره من أدباء العالم، لا سيما من جانب المشتغلين بالمحاماة والقانون"، معتبراً أن "حب المشتغلين بمهنة المحاماة لشكسبير لم يأت من فراغ، ذلك أنه كرّس الكثير من سطوره لمناقشة القانون أكثر من أي مهنة أخرى، حتى إن البعض يعتقد أن شكسبير من فرط ما أظهر من معرفة بخبايا القانون يبدو كما لو كان قد امتهن المحاماة".
ورجحت المجلة أنْ "تظل كلمات وعبارات شكسبير تتردد أصداؤها في ساحات المحاكم لعقود مقبلة، لا سيما وأن العديد من الجامعات وتحديدا بانغلترا وأميركا تُدرج نصوصه في مناهج القانون الخاصة بها"، مؤكداً أن "هناك سببا وجيها وراء تدريس الأدب في كليات الحقوق، لأنه يمثل فرصة لدراسة القانون من منظور شكسبير وديكنز وكافكا وغيرهم بهدف مساعدة الدارسين في أن يصبحوا محامين أكفاء ذوي خلق".
وأشارت الى إن "قراءة الأدب تدفع الإنسان إلى إظهار التعاطف ومقاومة الأحكام المسبقة والتروّي وإظهار المرونة في عملية اتخاذ القرار وكلها أمور مرغوبة في مهنة القانون، كما أن الثقافة الأدبية تساعد المحامي في التعبير بوضوح وبلاغة عن آرائه وفي مذكراته"، لافتة الى إنه "بغض النظر عن أي إجابة، فإن 400 عام على وفاة شكسبير تؤكد أن مسرحياته وما نثر فيها من حكَم هي ليست خاصة بعصر معين، وإنما هي لكل العصور، على حدّ تعبير الكاتب المعاصر لشكسبير، بن جونسون".