علمت صحيفة "الحياة" من مصدر فرنسي مطلع على الملف السوري، أن "مفاوضات جنيف التي كان من المقرر أن تبدأ في 25 كانون الثاني الجاري باتت في حكم المؤجلة، إلا إذا تم إيجاد صيغ ما لتجاوز العقبات الكثيرة التي تعترض بدء المفاوضات بين النظام والمعارضة".
واعتبر المصدر أن هذا القرار "صائب"، مشيراً إلى أن "المعارضة السورية تطالب قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات برفع كلي للحصار الإنساني الذي يفرضه النظام على المدن المحاصرة والإفراج عن السجناء المدنيين وتحديداً النساء والأطفال ووقف قصف المدنيين واستهدافهم"، موضحا أن هذا "المطلب ينطبق أيضاً على الروس الذين قصفوا مثل النظام مدارس وأهدافاً مدنية، على رغم النفي المتكرر الذي يصدر عن موسكو بأنها لا تستهدف المدنيين".
وكشف المصدر أن "النظام السوري قال للمبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه لن يجلس إلى طاولة مفاوضات مع وفد من المعارضة إذا ما ضم عسكريين إرهابيين"، لافتا الى أن "الطريقة التي اختارها دي ميستورا لتجاوز هذه العقدة كانت التحضير لما يُعرف المفاوضات غير المباشرة حيث لا يكون أحد الوفدين في وجه الآخر، ولكن يتولى دي ميستورا الانتقال من قاعة إلى أخرى ناقلاً الأفكار والمقترحات إلى الوفدين ومنهما"، مؤكدا أن "المعارضة تريد الجلوس وجهاً لوجه في مواجهة النظام، وأن باريس مقتنعة بأنه إذا أراد دي ميستورا أن تسير المفاوضات إلى الأمام فينبغي عليه وضع الوفدين وجهاً لوجه وأن يكون هناك شقان، أحدهما سياسي والآخر عسكري أو أمني على أن يتم التفاوض على هذين الشقين في شكل متواز".
واضاف المصدر "دي ميستورا يعتبر ان مسألة رفع الحصار ينبغي في البداية أن تتم على شكل مفاوضات لرفع الحصار عن أربع مدن منها اثنتان سنيتان إحداهما مضايا واثنتان شيعيتان، لكن المعارضة لا ترى جدوى من رفع الحصار عن أربع مدن أو بلدات فقط في حين أن هناك ما لا يقل عن ألف سوري يعيشون في مناطق محاصرة ويعانون من مجاعة وأوضاع بائسة"، مشيرا الى ان "الإدارة الأميركية تعطي الانطباع بأنها تلتحق بالخط الروسي في شأن مفاوضات جنيف، إذ يقول الجانب الأميركي إن مجرد بدء المفاوضات يخلق ديناميكية إيجابية، وهذا تقويم يختلف معه الجانبان الفرنسي والبريطاني اللذان يسيران على الخط نفسه ويصران على وضع جدول أعمال واضح للمفاوضات".
ورأى المصدر أن "الجانب الروسي غير راغب في دفع النظام السوري إلى المشاركة في المفاوضات وأنه يحاول تخريب المعارضة بمحاولة فرض شخصيات في عضويته، مثل هيثم مناع وقدري جميل وصالح مسلم"، موضحا أن "دي ميستورا محرج في مواجهة الروس".