وصف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب طوني أبو خاطر يوم 18 كانون الثاني الماضي بـ"المميز في تاريخ لبنان"، معتبرا أنّه تم خلاله "دفن خلافات ونزاعات طال أمدها أثرت على وجدان الشارع المسيحي بشكل خاص والشارع اللبناني بشكل عام، كما تمت زعزعة الانقسام العمودي المستمر في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات".
وأعرب أبو خاطر في حديث لـ"النشرة" عن أمله في ان يأخذ باقي الفرقاء السياسيين المبادرة التي قام بها رئيس حزب "القوات" سمير جعجع "مثالا يُحتذى فيمدوا أيديهم لبعضهم البعض ويتم طي صفحة الماضي بعد أخذ العبر اللازمة كي لا تتكرر الأيام المظلمة السابقة".
مفاجأة جعجع
وشدّد أبو خاطر على أنّه "في كل لقاء ايجابيات على ان يبقى كل فريق محافظا على مبادئه وقناعاته، فيكون الأخذ والعطاء تحت سقف المصلحة الوطنية العليا". واضاف: "نأمل أن تلي خطوة ترشيح جعجع لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون خطوات لاحقة، ونشهد انفراجات قريبة بالملف الرئاسي".
وذكّر أبو خاطر بـ"النداء الذي كان قد وجهه جعجع للقوى المسيحية والوطنية بالتزامن مع اعلانه ترشيح عون، لينضموا الى قطار التوافق المسيحي في سبيل العبور للدولة القوية"، وقال: "نعلم تماما أن المبادرة التي قام بها جعجع فاجأت الجميع ولذلك نتفهم التعاطي معها بهدوء وروية خاصة وان الاجتماعات والاتصالات مفتوحة مع الجميع وعلى رأسهم حزب الكتائب والمسيحيين المستقلين".
فرصة لا تعوّض
واعتبر أبو خاطر أن "ما قام به جعجع بمثابة رمي حجر في مستنقع هادئ، وقد فتح آفاقًا لا نعرف الى أين ستوصل، من هنا نعول على تحمل باقي الفرقاء المسؤولية وملاقاتنا عند منتصف الطريق". وقال: "هذه هي المرة الوحيدة التي يأخذ فيها اللبنانيون زمام المبادرة لانتخاب رئيس صنع لبناني مئة بالمئة بعدما أبلغنا الخارج أنّه غير مهتم بشؤوننا ولديه أولويات أخرى، فقال لنا أزيلوا شوككم بأيديكم وأنا أدعمكم، وبالتالي هي فرصة قد لا تعوّض يجب اقتناصها".
ورأى أبو خاطر ان "الايجابيات الكبيرة التي يتركها التقارب المسيحي – المسيحي المستجد تطال ملفات وشؤون استراتيجية يبدو امامها الاستحقاق الرئاسي مجرد تفصيل". واضاف: "ترشيح جعجع للعماد عون لا شك ازال عقبات كثيرة من طريق الجنرال الى بعبدا، واليوم المطلوب من قوى 8 آذار المسارعة لملاقاتنا خاصة ان طموحهم بحصر الترشيحات بشخصيتين من فريقهم السياسي تحقق"، داعيا كل القوى السياسية للنزول الى المجلس النيابي في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس والاحتكام لقواعد اللعبة الديمقراطية.