مرّت أشهر والنفايات متراكمة في شوارع بيروت وجبل لبنان دون إيجاد حلّ لها سوى عبر تجميعها في بعض المواقع دون مراعاة قربها من الأماكن السكنية والضرر الذي ستسببه على البيئة وعلى صحة الناس فيها، وهذه هي حال مكب النفايات في الربوة التابع عقارياً لبلدية انطلياس.
بالقرب من المدرسة البطريركية في الربوة وعلى مسافة لا تبعد خمسين متراً عنها إختارت البلدية أن ترمي نفاياتها، دون الأخذ بعين الإعتبار وجود المدرسة هناك. مرّت الأشهر والنفايات تُرمى والروائح الكريهة تفوح في كلّ مكان حتى بات يصعب على الطلاب الإستيعاب والدرس، فعلت صرخة رئيس المدرسة الأب ايلي الشتوي، وكان الحلّ بالاتفاق مع البلدية على معالجة هذا الأمر.
عزل النفايات
يشير رئيس بلدية انطلياس-النقاش إيلي أبو جودة الى أن "أزمة النفايات التي يمرّ بها لبنان إنسحبت علينا وكانت قطعة أرض أملكها في الربوة هي المنفذ الوحيد لدينا فقمنا بتجميع النفايات فيها"، ويلفت الى أن "الروائح التي إنبعثت من المكبّ المستحدث وإنزعاج المدرسة البطريركية منه دفعنا الى إتخاذ قرار معالجة جزء منه كمرحلة أولى، وكلّفنا الخبير البيئي زياد أبي شاكر بهذه المهمّة".
وفي هذا السياق يشرح الأخير عبر "النشرة" أنّهم قاموا بدايةً بتجميع النفايات وبتغطيتها بأوراق الأشجار لمنع الروائح ولتشكّل عازلا لامتصاص الأمطار لمنع اختمارها، وهنا يشدد على "أهمية تعرّض هذه النفايات المعزولة للحرارة في فصل الصيف"، لأنّه "بعد مرور تلك الفترة تكون جميع المواد العضوية قد إختمرت وبالتالي يمكننا فرزها".
سيناريوهات المعالجة
يشرح أبي شاكر أنه "بعد تكدّس القُمامة في الشوارع وإنتشار المكبات العشوائية بات يمكننا معالجة هذه المشكلة عبر ثلاثة أساليب"، ويلفت الى أن "إحداها هي التي إتبعت في معالجة مكب الربوة أما الثانية فهي عبر تركيب خط فرز وتخمير في البلدات تحت شعار خطة طوارئ وهذه لا تحتاج الى أرض كبيرة كما يحصل اليوم في بلدة بيت مري والتي نقوم بإتباع هذه الطريقة لمعالجة نفاياتها بعد إقفال مكب المونتيفردي بالشمع الأحمر"، امّا "السيناريو الثالث فهو إنشاء وتشغيل معمل فرز ومعالجة وتخمير للنفايات".
مشاكل النفايات بالبلدات
قد تكون بلدية انطلياس وبمعالجة جزء من مكبّ الربوة قد حلّت اليسير من مشكلة لا تزال العديد من البلديات تعاني منها كما في منطقة الحازمية التي يقوم رئيس بلديتها جان الأسمر بوضع النفايات تحت الجسر المؤدي من الحازمية الى فرن الشباك بالقرب من جامعة الحكمة واليوم باتت القمامة غير المطمورة توازي تلك المغمورة بالرمال حتّى باتت جبلاً ملوّنًا بأكياس النفايات تفوح منه الروائح في المنطقة، فيما البعض الآخر من البلديات على موعد مع مشكلة طارئة قد تنفجر في أي وقت لتعيد النفايات الى شوارعها وبلدية جل الديب-بقنايا هي إحداها. فبحسب مصادر "النشرة" فإن "قطعة الأرض التي إستحدثت على البحر وتم الإتفاق على رمي نفايات البلدة فيها باتت شبه ممتلئة، ولن تستوعب إلا أياماً معدودة من رمي القُمامة لتعود المشكلة بالتفتيش عن مكان آخر لرميها وإلى ذلك الحين ستمتلئ شوارع البلدة بالنفايات مجدداً".
في المحصلّة رغم كلّ الحلول التي تستحدث للتخفيف من مشكلة النفايات التي تفترش الشوارع تبقى هذه الحلول آنية بظل غياب الحلول الجذرية والمستدامة.
تصوير يورغو رحال