تحت عنوان "اللي إيدو بالنار مش متل اللي إيدو برا"، وانطلاقاً من الوجع والمعاناة مع ازمة النفايات التي تعاني منها النبطية ومنطقتها، وبعدما باتت المشكلة عامة وعلى مستوى لبنان، تداعت الاندية والجمعيات في مدينة النبطية مؤخرًا الى لقاء عام في نادي الشقيف في النبطية، أطلقت خلاله وبالاجماع الشبكة البيئية التنموية في مدينة النبطية ومنطقتها، وتهدف الى الاشراف على جميع معامل فرز النفايات في المنطقة والعمل على تشغيلها لتبدأ بفرز النفايات من المصدر.
ولكن، هل تنجح الاندية والجمعيات في النبطية في تعميم استراتيجية الفرز من المصدر من خلال تشغيل المعامل مع شركات اجنبية خاصة، في حين لم تفلح الدولة في حل ازمة النفايات وتحاول ترحيلها من خلال شركات وهو أمر دونه عقبات؟
برأي عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر، فإنّ النجاح سيكون سيد الموقف لهذه الخطة طالما ان الارادة موجودة والعزم والتصميم متخذان لانجاح الاستراتيجية. ويوضح جابر، في حديث لـ"النشرة"، أنّ لا حل لازمة النفايات في النبطية سوى بتشغيل المعمل في وادي الكفور، خصوصًا أنّه جاهز، وقد بدأ اتحاد بلديات الشقيف بعملية تجريبية لتشغيله، وهو الّذي يوفر أعباء كثيرة على البلديات والمواطنين.
ويلفت جابر إلى أنّ وضع النبطية أفضل من مناطق أخرى، باعتبار أنّ هناك معملاً حديثاً جداً لمعالجة النفايات فيها، وقد تمّ بناؤه بدعم من الاتحاد الأوروبي، وهذا المعمل جاهز للتشغيل، ويقول: "أنا على تواصل مع وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج ومع اتحاد بلديات الشقيف لاطلاق عملية تشغيل المعمل بالسرعة القصوى". ويشير إلى أنّه مع بدء العمل بتشغيل معمل فرز النفايات، تكون الامور قد وُضِعت على سكة الحل، مرحّبًا بكل مشاركة من المجتمع والهيئات الاجتماعية والاندية، لافتاً إلى أنّ أهم مساهمة يستطيعون القيام بها هي التوعية ضمن المجتمع للفرز من المصدر.
من جهته، يشير أمين سر لقاء الاندية والجمعيات في النبطية أحمد بدر الدين إلى ان الهدف من اطلاق هذه الشبكة هو متابعة الشأن البيئي للاشراف على تشغيل معامل فرز النفايات الموجودة في المنطقة، لافتاً إلى وجود معمل متوقف في بلدة أنصار، وكذلك في كفرصير، فضلاً عن معمل جاهز في زبدين ويعمل على فرز النفايات من المصدر، كما أنّ هناك في عربصاليم تجربة نموذجية منذ سنوات في فرز النفايات من المصدر. ويوضح لـ"النشرة" أنّ المطلوب توحيد سبل معالجة سليمة في كل المنطقة للنفايات الصلبة، مع الإشارة إلى أنّ مهام الشبكة الجديدة لا تطال فقط موضوع النفايات الصلبة واولوية المعامل انما تطال كل ما له علاقة بالبيئة والحفاظ على الثروة الحرجية في كل المنطقة.
بدوره، يلفت المسؤول الاعلامي لتجمع الاندية والجمعيات المدنية في النبطية يوسف نصار إلى ان انشاء الشبكة البيئية في النبطية يهدف للاطلالة على المشاكل البيئية، والتي تعترض كل بلدة بمفردها لاطلاق ثقافة الفرز من المصدر، خاصة وان معمل الكفور بدأ بالعمل التجريبي، ويشير إلى أنّ من مهام هذه الشبكة المراقبة والمتابعة لعمل المعمل خلال التشغيل وحل بعض المشاكل التي تعترض تشغيل المعامل في النبطية وتدريب المتطوعين على الفرز من المصدر ومن المنازل مع مطمر صحي للعوادم قرب المعمل ستشرف عليه شركة فرنسية وخبراء بيئيون لبنانيون.
رئيس بلدية زبدين محمد قبيسي قال من جهته لـ"النشرة": "نحن جربنا معامل الفرز فكانت ناجحة واطلقنا ثقافة الفرز من المصدر فتقبلها السكان وبادروا بها منذ اكثر من سنتين وكانت ناجحة وساعدت البلدية في تخفيف الاعباء عن المعمل الذي كانت تصل اليه الحمولة مفرزة من المصدر في المنازل". الأمر نفسه أكده رئيس بلدية زوطر الغربية حسن عزالدين الذي أوضح ان "ما ينقص بلدتنا معمل لفرز النفايات لكن فرز النفايات من المصدر في المنازل اسلوب راقٍ وحضاري اعتمدناه في فترة سابقة لكن انتاج بلدتنا من النفايات يوميا لا يتعدى الطن".