اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية ان "هذا الأخذ والرد بين المتفاوضين السوريين في "جنيف -3"، ومحاولات فرض شروط مسبقة للتفاوض، وخلافات المعارضة حول من يمثّل من، ومن هو التنظيم الإرهابي ومن هو التنظيم المعتدل، ومن يملك حيثية شعبية وميدانية أكثر من الآخر"، موضحة ان "كل هذا لن يحول دون انطلاق المفاوضات كي تأخذ مسارها كما هو مقرر لها".
وشرحت "الخليج" انه "في كل المفاوضات على شاكلة المفاوضات السورية التي كانت محصلة لحروب أهلية كانت هناك عقبات وعراقيل وأخذ ورد، وامتناع ثم حضور في محاولة من فرقاء الصراع لتحسين شروط المفاوضات أو تحسين مواقعهم فيها. لكن في نهاية المطاف شقّت المفاوضات طريقها وصولاً إلى خاتمتها المقررة"، لافتةً الى انه "وعندما اتفقت الدول الكبرى المعنية ومعها الدول الإقليمية على خريطة طريق للمفاوضات، وحددت هدفاً نهائياً لها، فهي حسمت الأمر بأن الأزمة السورية طال أمدها ويجب وضع حد لها، وغير مسموح لأحد أن يعرقلها. لكن ما نشهده من مناورات سياسية على هامش المفاوضات، فهو من لزوميات أية مفاوضات في إطار محاولات جس النبض التي تلجأ إليها بعض الأطراف المفاوضة لمعرفة استعداد الأطراف الأخرى لتقديم تنازلات، أو في محاولة لإثبات حضورها وإسماع صوتها".
واوضحت الصحيفة انه "وحتى الآن فإن الوفود لا تعرف بعضها، ولم تتعرف إلى مواقف بعضها بعضاً، لأنها لم تدخل بعد مرحلة المفاوضات الجدية، وفي هذه المرحلة سوف يقوم المبعوث الدولي دي ميستورا بالتنقل بين وفدي الحكومة والمعارضة ناقلاً وجهتي نظرهما إلى حين تنضج الظروف للاجتماع وجهاً لوجه ، بعد أن يتم تعزيز عوامل الثقة التي من المفترض أن تمهد السبيل للدخول في صميم القضايا الخلافية والاتفاق على حلها.
ومن الضروري قبل ذلك تذليل الخلافات بين قوى المعارضة كي تتمكن من المشاركة بشكل جماعي والحديث بصوت موحد ، لأنه ليس من حق أي طرف وضع فيتو على فريق آخر، باستثناء الفرق الإرهابية التكفيرية التي يجب ألا يكون لها أي دور".
وشدد الصحيفة على إن "الحرب على الإرهاب والاتفاق على هذا الأمر يجب أن يحتل الأولوية في المفاوضات، ويجب ألا يخضع للمساومة أو الأخذ والرد، لأن التساهل مع الإرهاب يعني الاتفاق الضمني معه. وأي محاولة لطرح قضايا خلافية أخرى قبل الاتفاق على أولوية محاربة الإرهاب تعني محاولة التهرب من تحمّل المسؤولية".
واكدت الصحيفة اننا "لن نفاجأ إذا ما توقفت المفاوضات لبعض الوقت، أو انسحبت بعض الوفود ثم عادت لتسوية أوضاعها وحسم مواقفها ومشاورة أطراف ودول تعتمد على دعمها. فهناك متسع من الوقت يمتد لستة أشهر من المفاوضات ، وإذا اقتضى الأمر التمديد فهو أمر ممكن. لكن ما يغيب عن البعض أن المفاوضات تتم على وقع المزيد من العمليات الإرهابية والتقدم الذي يحققه الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي، ما يستدعي الإسراع، لأن الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك، وهو ما يجب أن تدركه المعارضة تحديدا".