اعتبر رئيس جامعة الحكمة الأب كميل مبارك أن "الفريق الشريك بالوطن لم ينتظر الفراغ الرئاسي للانقضاض على مواقع المسيحيين في مؤسسات الدولة، باعتبار أنّها سياسة مستمرة منذ اتفاق الطائف حين تم سلب صلاحيات رئيس الجمهورية والاخلال بالتوازن بالوظائف"، معربا عن أسفه لكون "هذا الطمع مستمر سواء بوجود أو غياب الرئيس".
ولم يستبعد الأب مبارك في حديث لـ"النشرة" أن يكون الشريك بالوطن "ربما يطمع للسيطرة على كل مقدرات الدولة، وهو أمر يجب أن يجابه بوحدة القوى المسيحية الفاعلة في مجلس النواب ومجلس الوزراء على حد سواء". وأضاف: "للأسف هناك من الوزراء والنواب المسيحيين من يتبعون قادة آخرين... المسيحية لا تعني الذل، فلماذا هناك من يسمح باذلاله؟"
زمن انتخاب رئيس لم يحن بعد
وتطرق الأب مبارك لمصالحة القوات- التيار الوطني الحر، مشددا على أن "المصالحة بين متخاصمين من أي حزب كان أو اي مذهب تصب في المصلحة العامة للوطن"، مستغربا قراءة بعض الصحف والاذاعات سلبيات في المصالحة السابق ذكرها. وقال: "اتفاق رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع ليس مصالحة هدفها الوحيد انتخاب رئيس، بل هو تفاهم بين حزبين كبيرين وقاعدتين شعبيتين يقوم على ترسيخ أسس الهدوء والتلاقي والحوار بين الشباب والقادة الذين تركوا زمن الاقتتال خلفهم ويسعون الى رؤية وطنية تقريبا مشتركة"، معربا عن أمله في أن تستكمل بمصالحات أخرى، سواء ساهمت بانتخاب رئيس او لم تفعل.
واعتبر الأب مبارك أن المصالحة المسيحية – المسيحية "مهمة في عملية انتخاب الرئيس، الا أنّها لا شك ليست المحطة الوحيدة سواء داخليا او خارجيا"، لافتا الى انّه "اذا انفصل الداخل عن التأثيرات الخارجية، فلا شك اننا نستطيع بالتفاهم والتفهم انتخاب رئيس يوافق عليه الجميع أو أقله ثلثي عدد نواب البرلمان". وأضاف: "لكن للأسف لا يبدو أن زمن انتخاب رئيس حان بعد".
واستهجن الأب مبارك السهام التي وجهها البعض الى المصالحة المسيحية، وقال: "لم نفهم لماذا قامت القيامة على هذه المصالحة واعتبرها البعض عول للآخرين... هي بالعكس تمامًا بداية طريق للتفاهم بين الجميع ليس على نهج سياسي واحد بقدر ما هو على مقدرات الوطن". وأضاف: "القادة الروحيون ينادون بالصلح والسلام بين كل الفرقاء، وبالتالي نحن لا ندعو لأن يكون المسيحيون فريقًا واحدًا بوجه الفريق المسلم بل أن يكون الجميع فريقًا واحدًا يسعى للخير العام، وكل مصالحة تصب في النهاية بهذا المسار اذا ما صدقت النوايا".
لمقاومة الشيطان بالصلاة والصوم
وتناول الأب مبارك معاني الصوم المجيد، لافتا الى أنّه "أول خطوة على طريق القيامة ومنبع الرجاء للمسيحيين بأن المسيحية لن تُغلب"، وسأل: "ألم يقل السيد المسيح "تقووا أنا ملكت العالم"؟"، وقال: "هذا يعني كل الشرور المستفحلة بالارض من خلال مجموعات طائفية او مافيوية او سياسية يتلاعب الشيطان بعقولها، فتهدد مجتمعات بأسرها وليس المجتمع المسيحي فقط، أفليس الاقتتال الاسلامي المتواصل في سوريا يودي بحياة المسلمين مئات المرات اكثر من المسيحيين؟"
ونبّه الى "الجهود التي يبذلها الشيطان من خلال ادواته لابادة المجتمع البشري في هذه المنطقة وتفريغها من القيم الانسانية والأخلاقية"، داعيا "العقلاء من كل المذاهب، مسلمين ومسيحيين، الى ان يستفيقوا للواقع السيء ويقاوموا بالكلام والمحبة والصلاة والصوم والايمان قوى الظلام، لأن السلاح لا ينفع معها كون الشيطان هو الذي يحرك هذه المجموعات المجرمة الهدّامة".