أوضح رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب الأب ابراهيم نصير أن "كل الانجازات التي يقوم بها الجيش السوري محصورة حاليًا في الريف الحلبي"، لافتا الى أنّ هناك "خطة عسكرية على ما يبدو تقضي باغلاق كل المنافذ من والى المدينة لقطع طرق الامداد على المسلحين المتواجدين فيها، وبالتالي اجبارهم على الاستسلام أو الدخول في عمليات مصالحة للتقليل من الخسائر البشرية ومن الدمار الذي قد يلحق البنى التحتية في حال كان هناك عملية عسكرية داخل المدينة".
وأشار الأب نصير في حديث لـ"النشرة" الى ان "الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في الريف تركت آثارًا نفسية ايجابية لدى أبناء حلب الذين ينتظرون انجازات مماثلة داخل المدينة". وقال: "نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في الريف، فقد المسلحون قدرتهم على التفكير وأصابتهم حالة من الهستيريا فانطلقوا في حملات الحقد والكراهية من خلال استهداف المناطق المدنية بالقذائف وبالتحديد الميدان والعزيزية والاشرفية والنيل والخالدية والسريان الجديدة".
آثار بيئية كارثية
ولفت الأب نصير الى أن "معاناة أهالي مدينة حلب مستمرة وبشكل أساسي منذ أكثر من 4 أشهر نتيجة انقطاع الكهرباء بشكل نهائي تماما كما المياه التي لم تعد تصل الينا أبدا منذ شهر وأسبوع". واضاف: "نحن حاليا نعتمد على مجموعات توليد الكهرباء المحلية بعد اقدام المسلحين على قطع الكهرباء عنا، وهو ما يترك آثارًا بيئية كارثية نظرًا لاعتماد المولدات على مادة المازوت".
وأوضح نصير أنّ حلب تشرب حاليًا من مياه آبارها، لافتا الى ان الكنيسة التي يرأسها تضخ ما بين 16 و20 ليترا يوميا لاغاثة المحتاجين، مستهجنا "الصمت الدولي الذي يرافق حملات المسلحين على المدينة بمقابل التضامن الدولي مع مناطق أخرى يقولون أنّها تخضع للحصار".
هل نهادن الارهاب؟
وقال الأب نصير: "ما نراهن عليه حاليا نضج المواطن السوري وحكمة قيادتنا"، وأضاف: "ما يحكى عن مخطط لحصار المدينة لقطع امدادات المسلحين هو الحل الوحيد أمامنا، فهل نهادن الارهاب؟"
واعتبر نصير ان "مرحلة الآلام لا تنتهي لكن الفرق ان هناك من يتأقلم معها ومن يصنع ظروفه"، مشددا على ان "لدى ابناء حلب ما يكفي من القدرة لصناعة ظروفهم". وختم قائلاً: "لطالما كانت مبادرات المصالحة تنطلق من شرعية الحكومة التي نتمسك بها، بمقابل تألمنا من المسلحين ومن أجلهم باعتبار أنّهم فقدوا هويتهم كجنس بشري".