رأت صحيفة "الخليج" اننا "نواجه عاصفة إرهابية تكفيرية هوجاء تجتاح المنطقة العربية والعالم، وتهدد أسس السلام والأمن العالميين، وتسيء إلى الدين الإسلامي وتشوّه ما يحمله من قيم إنسانية وأخلاقية وحضارية من خلال جماعة ضالة عمدت إلى السطو عليه وأظهرته بوجه عنفي رجعي منفلت من أي قيد".
ولفتت الصحيفة الى أن "هذه الجماعة او "الجماعات" لا ترى سوى الدم والسلاح سبيلاً للدعوة والتغيير، ولم تدرس من الإسلام سوى باب الجهاد الذي لم تحسن فهمه ولا توظيفه في سبيل إحقاق الحق والعدل إنما للقتل والذبح واستباحة حياة البشر، وتحقيق الملذات والشهوات وإشباع الغرائز الجنسية، في فتاوى رخيصة تجيز سبي النساء وهتك الأعراض. فضلاً عن إطلاق العنان للإفك والتزوير الذي لحق بالنصوص الدينية والأحاديث النبوية الشريفة كي تتوافق مع ادعاءاتها وتلبي مقاصدها الدنيئة. إضافة إلى الحملات المسمومة التي تثير الفتن بين المسلمين في مسيرة التكفير التي انطلقت بها ، لعلها تحقق مآربها في إطلاق حروب دينية ومذهبية لا تبقي ولا تذر".
وذكرت انه "وأمام هول هذه العاصفة الفاجعة، نتطلع إلى الأزهر الشريف كملاذ ومرتجى، فهو القلعة الإسلامية الصامدة ومنارة الإشعاع التي تضيء وتهدي إلى حسن السبيل، وقيمته مستمدة من دوره الريادي التاريخي في حماية الدين الإسلامي والدفاع عنه، وفي نشر الدعوة الإسلامية السمحة والمتسامحة والفكر الوسطي المعتدل، بلا غلو ولا تطرف"، لافتة الى انه "وطوال أكثر من ألف عام قام الأزهر الشريف بهذا الدور، فحافظ على التراث الإسلامي وأثراه، كما قاد عملية التجديد التي بدأها الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وشارك فيها الشيخ المراغي والشيخ متولي الشعراوي وطه حسين، كذلك لعب الأزهر دوراً مجيداً في مقاومة الاحتلال والاستعمار، ومنه كانت تنطلق الثورات ضد المظالم منذ أيام المماليك".
واشارت الصحيفة الى ان "هذه الأدوار التي لعبها ويلعبها الأزهر الشريف عبر تاريخه وتاريخ المسلمين ، تؤهله كي يواصل هذا الدور الآن ويقود الحرب في مواجهة الإرهاب التكفيري وإعادة الإسلام إلى أصوله واسترجاعه من خاطفيه"، معتبرة انه "وإذا كانت الأقدار قد وضعت الأزهر الشريف في هذا الموقع، فذلك شرف كبير لمرجعية إسلامية كبرى أن تتولى هذه المهمة، فهي وحدها الأقدر والأفعل، حيث ينصت إليها كل المسلمين ويمتثلون لما تقوله".
واضافت: "قد تكون المهمة صعبة في هذه الظروف التي نعيشها، خصوصا أن الأزهر الشريف يتعرّض بدوره لحملة ضارية من جانب التكفيريين، تتقصد دوره في الأساس لمنعه من القيام بواجبه كمرجعية إسلامية. لكن ذلك لن يمنعه من مواصلة هذا الدور في استئناف ما قام به العلماء الأجلاء من تقديم الإسلام على حقيقته كدين وسطي معتدل وجامع لكل المذاهب، وفي استئصال كل ما علق به من تشويه وتزوير، وتنقيته من كل الشوائب والبثور التي تسيء إلى الدين الإسلامي، وتقديمه للعالم على حقيقته".
وشددت "الخليج" على انه "علينا جميعا ان نكون بجانبه ، نقف معه وندعمه ، حفاظا على ديننا الحنيف الذي يسعى البعض " القلة" الى اختطافه نحو التطرف الازهر الشريف أمانة باعناق المسلمين كافة ، فحافظوا عليها".