شدّد الوزير السابق شكيب قرطباوي على أن المرحلة الحالية حرجة وتتطلب تعاون مختلف الفرقاء وإلا تداعى لنان بين أيدينا، لافتا الى وجوب "عدم رفع السقف كثيرا باعتبار أن تقديم الوزراء استقالاتهم تماما كما المؤتمر التأسيسي أمران غير واردين".
وقال قرطباوي في حديث لـ"النشرة": "فوجئنا بتقديم الوزير أشرف ريفي استقالته خاصة وأن مؤتمره الصحافي الأخير لم يكن يوحي بخطوة مماثلة، وكما نتمنى لو لم يقدم عليها لنبقى نعالج قضايانا رغم كل الصعوبات بالحد الأدنى من الاتفاق الداخلي".
غير سهل
وأوضح قرطباوي أن "مطلب الوزير ريفي احالة ملف ميشال سماحة الى المحكمة الجنائية الدولية أمر غير سهل على الاطلاق، باعتبار اننا اولا لسنا فريقا من هذه المحكمة"، وقال: "وزير العدل انطلق بمطلبه هذا من الجنسية الكندية التي يحملها سماحة، نظرا لكون كندا طرفا في هذه المحكمة، وهو يعتقد ان المدعي العام قد يتحرك لأن الموضوع يتعلق بمواطن كندي".
واعتبر قرطباوي انّه "من الصعوبة بحد كبير ان يوفق الوزير ريفي بهذا المسعى باعتبار ان المحكمة المذكورة تحاكم الجرائم المرتكبة ضد الانسانية ولا تقحم نفسها بقضايا تجري في بلد معين الا اذا كانت على هذا المستوى". وأشار الى ان "احالة الملف الى المجلس العدلي في لبنان ليس ايضا بالأمر السهل باعتباره يتطلب قرارا من مجلس الوزراء، الذي يستنسب ما اذا كانت الجريمة التي يحاكم على أساسها سماحة تمس السلم الأهلي..وحتى الساعة لا يبدو ان هذا الأمر متاحا أيضا".
غيمة صيف
وتطرق قرطباوي لتدهور العلاقات اللبنانية – السعودية بعد قرار الرياض وقف مساعداتها للبنان، مشددا على ان "العلاقة مع المملكة لطالما كانت جيدة، وهو ما نتمنى أن يبقى على ما هو عليه". وأضاف: "لا يصح أن يقوم فريق من اللبنانيين بتشجيع ما يجري باعتبار ان المطلوب التعاطي معه بكثير من الرزانة والهدوء". وقال: "يجب أن نتذكر دائما اننا عرب وعلينا المحافظة على علاقتنا بكل الدول وخاصة العربية منها، لكن في الوقت عينه يجب المحافظة على الأمن الداخلي اللبناني".
وأعرب قرطباوي عن أمله في ان تكون الأحداث الأخيرة مع السعودية "غيمة صيف عابرة"، لافتا الى ان لا مصلحة لأي من الفرقاء باهتزاز الاستقرار الأمني، وأضاف: "أما بما يتعلق بالملف الرئاسي، فطالما اننا نستمع الى الخارج، طالما الوضع سيبقى على ما هو عليه"، لافتا الى وجوب "الاستماع فقط الى بعضنا البعض في الداخل لحل قضايانا، نظرا لأن فرقاء الخارج يسعون لمصلحتهم اولا".
وحثّ قرطباوي على وجوب "انتقاء الأقوياء كي يعملوا على بناء السلم الأهلي بطريقة سليمة، سلم قائم على التوازن والعيش المشترك والكف عن تهميش المسيحيين منذ 25 عاما".