كشفت رسائل خاصة بزعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن ووثائق أخرى عن بعض التفاصيل الجديدة في شخصيته، وفي طليعتها الهوس من التجسس والخيانة على يد أحد أعضاء التنظيم.
حيث عبر بن لادن، في إحدى الرسائل التي كتبها عن خوفه من زيارة زوجته إلى طبيب أسنان في إيران، معربا عن حذره من إمكانية دس أجهزة تجسس وتنصت أميركية في فمها خاصة وأن الأجهزة أصغر من حبة القمح.
وحسب ما نشرته السلطات الأميركية فقد أرسل رسالته على طريقة الجواسيس التقليدية، وكتب في آخرها "رجاء أتلف الرسالة بعد مطالعتها".
كما كشفت الدفعة الثانية من وثائق بن لادن التي صادرتها المخابرات الأميركية بعد الغارة التي أدت إلى مقتلبن لادن عام 2011، ورفعت عنها السرية منذ أيار 2015، أن زعيم طالبان خطط لتقسيم 29 مليون دولار على الأقل من أمواله وممتلكاته بعد وفاته وأنه طلب أن تستخدم أغلب هذه الأموال في مواصلة "الجهاد العالمي".
وأظهرت 113 وثيقة جديدة تمت ترجمتها ورفعت عنها المخابرات الأميركية السرية، وأكثرها يشمل الفترة بين 2009 و2011، أن بن لادن لم يكن مهتما فعليا بتأكيد زعامته لحركة عالمية للإرهاب بقدر تركيزه على رعاية مصالح حركته وحماية مركزها في باكستان وأفغانستان، في وقت تزايدت فيه الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم، إضافة إلى الخوف من التجسس ومن اختراق صفوفه والخيانة الداخلية.
وفي وثيقة كتبت بخط اليد ويعتقد مسؤولو مخابرات أميركيون أن بن لادن كتبها أواخر التسعينيات شرح فيها رغبته في كيفية توزيع نحو 29 مليون دولار كانت لديه في السودان.
وأوصى بن لادن بتخصيص واحد بالمئة من المبلغ لمحفوظ ولد الوليد وهو مسؤول كبير في تنظيم "القاعدة" كان يلقب باسم أبو حفص الموريتاني، قائلا في رسالته أن "ولد الوليد حصل بالفعل على ما يتراوح بين 20 و30 ألف دولار من هذا المبلغ وأنه وعده بمكافأته إذا حصل على المبلغ من الحكومة السودانية".