افادت صحيفة "الخليج" الاماراتية انه "عقدت قبل أيام مجموعة عمل دولية اجتماعاً للنظر في الجهود المؤدية إلى نزع السلاح النووي. وقد انبثقت هذه المجموعة من قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة لم تؤيده البلدان النووية"، معتبرة انه "يمكن تلخيص دوافع قيام هذه المجموعة في أمرين ، الأول، أن بلدان العالم عموماً بدأت تشعر بالقلق من تزايد مخاطر نشوب حرب نووية تطيح الحضارة كما نعرفها، أو تهدد الوجود البشري على الكرة الأرضية. أما الأمر الثاني، فهو ازدياد القناعة لدى هذه البلدان بأن القوى النووية ليست في وارد تنفيذ التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي".
ورأت الصحيفة ان "العالم يشهد في السنوات الأخيرة كثيراً من التوترات والنزاعات الإقليمية والدولية التي قد تؤدي إلى اشتباكات نووية يفرضها سوء التقدير لدى البلدان"، لافتة الى انها "اشتباكات في حدها الأدنى ستكون كارثية من حيث إنها ستخل بالإنتاج الغذائي الذي يفاقم المجاعة في أنحاء كثيرة من العالم، إضافة إلى الكوارث الصحية المباشرة وغير المباشرة على مختلف البلدان. وهي في حدها الأعلى خصوصاً، إن حصلت بين البلدان الأعظم من حيث الترسانة النووية، فقد تؤدي إلى نهاية الحياة البشرية على الكرة الأرضية من جراء "الشتاء البارد" الذي سيتمخض عنها"، موضحة ان "هذه اعتبارات ينبغي أن تكون في أولوية كل من له عقل، وكل من يكترث بمصير البشرية. ومن جهة أخرى، فإن الشعور لدى البلدان غير النووية يتزايد بأن القوى النووية تتهرب من مسؤولياتها المتطلبة تخلصها من ترسانتها النووية، لأنها تستفيد من ذلك بفرض هيمنتها على الآخرين، وبالتالي تجعل العلاقات والاتفاقات الدولية تصاغ على النحو الذي يراعي مصالح هذه البلدان على حساب البشرية كافة".
واشارت الصحيفة الى ان "اتفاقية منع الانتشار النووي صفقة دخلتها البلدان من أجل الوصول إلى نهاية للوجود النووي في العالم. فبموجب هذه الصفقة تعهدت البلدان غير النووية بعدم السعي للحصول على الأسلحة النووية، والتزمت البلدان النووية بالسعي جدياً للتخلص من ترسانتها النووية. الذي حصل أن معظم البلدان غير النووية التزمت بما تعهدت به، ولكن البلدان النووية تتهرب من التزاماتها تحت ذرائع مختلفة، إلا أن حقيقة الأمر تؤكد أن القوة التي تحظى بها تمكنها من فرض إرادتها على الآخرين. وقد أحسنت البلدان غير النووية حين أوجدت هذه المجموعة ، لأنها بهذه الطريقة تمارس الضغط على البلدان النووية كي تفي بما وعدت به، أو أن تفرض معاهدة جديدة تمكّن العالم حقاً من التخلص من الترسانة النووية".
واعتبرت الصحيفة ان "المشاكل والاضطرابات والخلافات التي تنخر في الجسد العالمي قد تنفلت من عقالها، وتؤدي إلى سوء التقدير الذي يهدد الإنسانية".