مرة جديدة، يثبت الجيش اللبناني أنّه رافعة الوطن والعين الساهرة على الحدود الجنوبية في مواجهة اسرائيل وحربها الاستخباراتية ضد لبنان. ففي إنجازٍ أمني يُضاف إلى سجّل إنجازاته، أحبط الجيش محاولة إسرائيلية جديدة للتجسّس على لبنان من خلال اكتشافه جهاز تجسّس مزروع في علبة سوداء شرق مركبا وقرب مهبط للمروحيات(1).
وقد سبق هذا الانتهاك الاسرائيلي للسيادة اللبنانية خرقٌ آخر تمثّل بقيام دورية للجيش الإسرائيلي بفتح بوابة الحديد الغربية لمستعمرة مسكاف عام واجتياز الطريق الى خارج السياج لمسافة 30 مترا دون خرق الخط الازرق، في منطقة متحفظ عليها لبنانيا، في محلة المحافر في خراج العديسه، حيث عملت بواسطة جرافة بوكلن على سحب اربعة مجاري او قساطل كبيرة من الاسمنت الى داخل السياج التقني، في ظل مراقبة من قوات اليونيفيل.
وفي حين يحضّر الوفد اللبناني الى اللقاء الثلاثي في الناقورة ملفا كاملاً للاحتجاج لدى اليونيفل على قيام اسرائيل بازالة عوائق الاسمنت من نقطة تحفظ يمنع تغيير معالمها خصوصا انها جرت امام مرأى جنود اليونيفل، وعلى خرق اسرائيل للقرار 1701 من خلال قيام جنودها بزرع جهاز التجسس الاسرائيلي في منطقة مركبا، كشف مصدر أمني لبناني لـ"النشرة" أنّ اللقاء الثلاثي الأخير في الناقورة كان أصلاً قد استعرض الخروقات الإسرائيلية المتمادية، حيث قدم الجيش اللبناني مسحا شاملا ما بين العامين 2008 و2015 والاجهزة التي زرعتها اسرائيل على الحدود وفي الداخل اللبناني، واعتبر الوفد اللبناني هذه الاجهزة التجسسية خرقا للقرار 1701 وانتهاكا للسيادة اللبنانية، وقد اعترف الجانب الاسرائيلي بزرعه هذه الاجهزة لاسباب مخابراتية بهدف جمع المعلومات عن لبنان، مشيرا الى انه سيواصلها.
وأوضحت مصادر امنية جنوبية لـ"النشرة" أنّ أجهزة الارسال واعمدة التنصت الاسرائيلية والموجهة نحو الحدود الجنوبية فاقت حتى اليوم الـ150 ما بين كبير ومتوسط وصغير الحجم ومختلف اللون حتى ان العديد منها موضوع بطريقة امنية قرب الاشجار في مسكافعام والمطلة وأفيفيم المقابلة لبلدتي مارون الراس ويارون وعيترون على الحدود، مؤكدة ان هناك منظومة تجسس قائمة بحد ذاتها في موقع تل رياق الاسرائيلي في مستعمرة المطلة للجهة الجنوبية منها وان هناك عامود تجسس بعلو 15 مترا وفي اعلاه كاميرات مراقبة على التلال المشرفة على نهر ومنتزهات الوزاني كما ان هناك عامودا مماثلا في موقع العباد الاسرائيلي المشرف على بلدات حولا ومركبا وميس الجبل.
وذكرت المصادر ان هذه الاجهزة الاسرائيلية تمارس التشويش خلال عملها الذي يؤثر على شبكة الهاتف الخلوية وعلى مكالمات المشتركين خصوصا القاطنين في مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل وصولا الى النبطية وصيدا فضلا عن تأثير هذا التشويش على محطات الأقمار الصناعيّة والانترنت واجهزة التلفزة.
وقالت ان اسرائيل رفعت من وتيرة تجسسها ضد لبنان للوصول الى اي معلومة عن شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، عبر رفع المزيد من اعمدة التجسس والتنصت في تلال كفرشوبا وداخل مزارع شبعا وفي القسم الشمالي اللبناني لبلدة الغجر وفي محيط جامع العباسية وصولا الى تلال الجولان السوري المحتل.
إذاً، الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية مستمرّة بظلّ صمتٍ مريب، خروقاتٌ يقتصر الردّ عليها باحتجاج وزارة الخارجية في أحسن الأحوال، احتجاجٌ لم يردع يوماً إسرائيل من مواصلة مخططاتها التي لم تعد خافية على أحد...
(1)الجهاز المكتشف عبارة عن منظومة بث وتصوير كانت مزروعة بين الصخور ومصوبة نحو طريق عام مركبا بليدا ميس الجبل وحولا لالتقاط التحركات وبثها الى غرفة عمليات اسرائيلية في مستعمرة مسكاف عام الحدودية، وقد تم اكتشافه من قبل دورية للجيش حيث عملت فرق فنية لبنانية على تفكيكه.