عندما رفضت القوى السياسية التونسية توصيف حزب الله اللبناني بالإرهاب وبعد استجابة الحكومة التونسية لمطالب الأحزاب وهيئات المجتمع المدني، جاء الرد السعودي سريعاً عبر "غزوة بن قردان" لتأديب تونس حكومة وشعباً على موقفهم المتمايز عن الموقف السعودي والخليجي وفق منظومة "نفذ ولا تعترض" مما دفع الحكومة التونسية في مؤتمر وزراء الخارجية العرب لتأييد البيان الخليجي مجدداً وكذلك تعرض العراق للتأديب رداً على مواقف وزير الخارجية ابراهيم الجعفري الذي دافع عن حزب الله وحركات المقاومة في الرد السعودي سريعاً عبر قصف داعش لقرية "تازة" التركمانية بالغازات السامة مما أوقع أكثر من 80 إصابة في المدنيين ومع ذلك لم يستنكر أحد لا من الهيئات الدولية ولا من مجلس حقوق الإنسان ولا الجامعة العربية واستتبع ذلك تفجير إنتحاري في موقع عراقي على الحدود العراقية – السعودية.
التأديب السعودي يشمل كل من يخالف "طويل العمر" هذا ما حدث للبنان عبر استرداد الهبة العسكرية للجيش وكذلك محو بند التضامن مع لبنان الحاضر الدائم في الجامعة العربية (لا يسمن ولا يغني عن جوع) ومن ثم تهديد كل من يحمي أو يتعاطف أو يفرح لما يقوم به حزب الله للمعاقبة والطرد والإعتقال وحتى من يرى في نومه حلماً لصالح المقاومة!.
تونس كانت ضحية الوهابية مرتين الأولى عندما هاجر شبابها وبناتها إلى سوريا وبلغ عددهم الآلاف والمرة الثانية عند عودتهم بناء لأوامر خارجية، وللوهابية السعودية ثأر قديم مع تونس وعلمائها الذين رفضوا دعوة محمد عبد الوهاب لعلماء تونس باعتناق العقيدة الوهابية والرد المشهور لمفتي تونس في رسالته الناقضة لنواقض الإسلام عند محمد عبد الوهاب. فقد ردّ الشيخ عمر المحجوب قاضي ومفتي الديار التونسية (توفى عام 1807م (حيث قال: "وقد زعمت أن الناس قد ابتدعوا في الإسلام أمورًا، وأشركوا بالله من الأموات جمهورًا في توسلهم بمشاهد الأولياء عند الأزمات، ونذر النذور إليهم والقربات، وأن ذلك كله إشراك برب الأرض والسموات، وكفر قد استحللتم به القتال وانتهاك الحرمات، ولعمر الله إنك قد ضللت وأضللت، وركبت مراكب الطغيان بما استحللت، وشنّعت وهوّلت، وعلى تكفير السلف والخلف عوَّلت، وها نحن نحاكمك إلى كتاب الله المحكم، وإلى السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقل لي -يا أخا العرب- هل قمت لنصرة الدين أم لنقض عراه، وهل أنت مصدق بالوحي لنبيه أو قائل: إن هو إلا إفك افتراه؟ فانظر أيها الإنسان، ما هذا الهذيان، وكيف لعب بك الشيطان، وماذا أوقعك فيه من الخسران. فارجع عن هذا الضلال المبين، وقل ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين.
إن الشعب التونسي مثقف وذو دينامية سياسية وحضور بارز لهيئات المجتمع المدني على إختلاف توجهاتها العقائدية والسياسية وشعب ملتزم بالقومية العربية وقضايا الأمة خصوصاً القضية الفلسطينية (التي تخلى بعض حركاتها وسلطتها) عن التحرير إلى الإرتزاق والمقاولة فأيدت السلطة الفلسطينية توصيف حزب الله بالإرهاب وصمتت حركة حماس ولم تحدد موقفاً وهو الذي أعطاها السلاح ولغيرها.
هذا هو الرد التونسي قبل مئتي عام على محمد عبد الوهاب الذي أنذرهم بالقتل في حال رفضهم لدعوته
والظاهر ان تهديده قد تم تنفيذه الآن في بن قردان التونسية والذي سيتمدد الى كل المغرب العربي إنطلاقا من ليبيا التي استباحها الناتو عبر الجامعة العربية .
مع دعائنا لتونس وشعبها بالأمن والإستفرار ورد كيد الوهابية بأسمائها المتعددة .