اعتبر رئيس الدائرة القانونية في ائتلاف المعارضة السوري، هيثم المالح أن "الانسحاب الروسي من سوريا شكّل نقطة تحوّل كبيرة تمثّلت في عدة رسائل، أهمها أن النظام كتب نهايته بيده، حين تحدّى روسيا".
وأوضح المالح في تصريحه لـ"المدينة" أن "قرار الانسحاب يؤكّد أن روسيا لم تعد الأم الحنون لبشار الأسد، والراعية له؛ ممّا يعني أن بشار لن يقدر بعد ذلك أن يقف في وجه الرأي العام الدولي، سواء عسكريًّا، أو سياسيًّا"، منوِّهًا أن "خروج روسيا سيكون كلمة السر لحل الأزمة السورية الطاحنة، حيث سيؤثر بشكل كبير على قوة النظام؛ ممّا يعني احتمال سقوطه من المعادلة السياسية السورية، وبخروجه من الصورة سيخرج كل أعوانه، سواء إيران، أو حزب الله"، مشددا على أن "مشروع التدخل السعودي - التركي عسكريًّا في سوريا، كان له أثر قوي في تشكيل القرار الروسي، بالانسحاب من سوريا، فضلاً عن المعارضة القوية لروسيا في الداخل".
وأضاف المالح أن "الوضع الاقتصادي، وخاصة تمرير خط أنابيب الغاز إلى أوروبا عبر سوريا من قطر، أو إيران، لعب دورًا في استمرار مشاركة موسكو مع عصابة الأسد في الصراع الداخلي، إلاَّ أن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها موسكو مثلت وسيلة ضغط للمعارضة الروسية لإجبار فلاديمير بوتين على التخلّي عن حليفه في المنطقة والخروج"، لافتا إلى أن "الضغوط الدولية مثّلت حجر عثرة أمام موسكو للاستمرار في استخدام حق «الفيتو» في إيقاف كافة الحلول الدولية للأزمة السورية، كما أن الغطاء السياسي للحرب على الإرهاب لم يعد كافيًا لموسكو في ظل توقيع الهدنة، ممّا يورّط روسيا في جرائم حرب."
وحول السيناريوهات المتوقّعة بعد خروج الأسد، توقع المالح "تشكيل نواة لجيش يقوده مجلس أعلى للقوات المسلحة، تتمثّل فيه سائر القطاعات العسكرية، وبالتوازي يتم تشكيل نواة للشرطة، وإعادة تشكيل السلطة القضائية بكافة أنواع المحاكم والنيابات العامة، ويحتاج كل ذلك إلى دستور لإدارة المرحلة الانتقالية، ثم تشكيل حكومة انتقالية من عدد من الوزراء لا ينتمون لأي حزب حتّى يديروا الدولة إدارة حيادية في المرحلة الانتقالية".