تشهد بلدة سن الفيل المتنية هذه الأيام حركة غير إعتيادية. هرج ومرج في كلّ مكان، إجتماعات في المنازل، في المقاهي... ستكون هذه الإنتخابات "أم المعارك" البلدية في المتن. في شوارع البلدة يدور حديث عن لائحتين الأولى يرأسها مسؤول الديوان في نقابة المحامين جوزيف شاوول، وهو من عائلة محسوبة على "التيار الوطني الحر"، مقابل لائحة يرأسها رئيس البلدية الحالي ورئيس قسم "الكتائب" في سن الفيل سابقاً نبيل كحالة.
"المعركة بالنسبة للعونيين في البلدة شبه محسومة وهي لم تبدأ منذ البارحة بل يتم التحضير لها منذ مدّة من الزمن". بهذه الكلمات تعبّر مصادر مطلعة عن المشهد في البلدة، واصفةً معركة الإنتخابات البلدية في العام 2010 "بالتحضيرية للمعركة الحالية" بالنسبة للعونيين، "ففيها عرفنا القوّة التجييرية لـ"التيار الوطني الحر" خصوصاً وأننا كنا نخوض المعركة وحدنا، وحصدنا في صناديق الاقتراع 1500 صوتاً"، مشددةً على أن "تركيبة اللائحة الحالية غيرت المعادلة كلياً خصوصاً أن لعائلة شاوول ثقلها في سن الفيل، إضافة الى دخول أسماء مهمّة عليها كعائلة الخازن، اضافة الى عائلات أخرى في البلدة وحزب القوات اللبنانية"، وتشير الى أن "رئيس البلدية يسعى وبشكل حثيث الى تحييد "التيار الوطني الحر" بشكل رسمي عن الخوض في المعركة وهو لأجل ذلك يسعى الى استقطاب عونيين على لائحته". ورغم ذلك، تشرح المصادر أن "الماكينة الانتخابية الخاصة بـ"التيار الوطني الحر" بدأت تعمل وبشكل فعّال بإنتظار قرار الحزب الرسمي الذي ومع إعلانه والتأكّد من حصول الانتخابات البلدية بموعدها فإن مفاجآت جديدة تُحضّر".
معركة سن الفيل تنسحب على مناطق عديدة في المتن وخصوصاً بسكنتا التي ستشهد معركة بين رئيس البلدية الحالي طانيوس غانم المحسوب على "الكتائب" والياس كرم المدعوم من "التيار الوطني الحر". وهنا تشير مصادر مطلعة عبر "النشرة" الى أن "القوات اللبنانية" هي التي ترجّح دفّة مرشح على آخر فإذا ما سارت "القوات" جنباً الى جنب مع التيار "الوطني الحر" في معركة البلدية في بسكنتا استطاع كرم حسمها لصالحه أما في حال وقف القواتيون على الحياد أو ساروا مع طانيوس غانم فإن ذلك سيعيد إنتخاب الأخير رئيساً لبلدية بسكنتا لولاية جديدة".
أما في انطلياس يختلف المشهد عن البلدات السابقة، ففيها خمسة آلاف ناخب يقترع منهم حوالي ثلاثة آلاف ومئتي شخص فيما القوّة التجييرية الأكبر حالياً هي لـ"التيار الوطني الحر" الذي حصد حوالي 1052 صوتاً في صناديق الإقتراع في الإنتخابات النيابية الأخيرة يليها النائب ميشال المرّ ومن ثم "القوات اللبنانية" التي تملك حوالي 400 صوتاً و"الكتائب" 250.
يتنافس على رئاسة البلدية اليوم خمسة أشخاص مع الاشارة الى ان التحالفات الحزبية لم تتضح بعد: ايلي أبو جودة وهو الرئيس الحالي لها والمحسوب على النائب ميشال المر، ايلي صافي وهو محام، ترشّح والده عام 2010 للإنتخابات البلدية وخسر بوجه أبو جودة وهو مقرّب من التيار، جان أبي كرم مهندس وعضو مجلس قضاء المتن في "التيار الوطني الحر" عائلته من أكبر العائلات في انطلياس، وغابي جبور طبيب مقرّب من "التيار الوطني الحر". ترى المصادر أن "المعركة في البلدة متوازنة إذا ما تحالف "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في وجه ميشال المرّ والكتائب، عندها وحده الصوت الأرمني هو من يرجح كفّة مرشح على آخر كون الأرمن يعدّون حوالي 600 صوتاً".
حال الضبية-عوكر، زوق الخراب لا يختلف كثيراً عن أحوال بلدات متنية كثيرة بحيث قد تشهد هذه المنطقة معركة خصوصاً أنه وبحسب المصادر فإن التنافس على رئاسة البلدية محصور بين ثلاثة أسماء، قبلان الاشقر وهو رئيس البلدية الحالي، زياد ضومط المدعوم من عدد من الأحزاب، وجوزيف الأشقر مسؤول الحزب القومي سابقاً في الضبية. وهنا تشير المصادر الى أن " لقاءً جمع عائلتي ضومط وصليبا منذ أيام وهما من أكبر العائلات في البلدة نتج عنه تفاهم على السير بضومط كمرشح لرئاسة البلدية"، لافتةً الى أن "لائحة الأخير ستضم "التيار الوطني الحر" الى جانب الكتائب والقومي بعد انضمام جوزيف الأشقر اليها". في المقلب الآخر أكدت مصادر أخرى مطلعة أن "العمل جارٍ حالياً على جمع "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبناينة" في لائحة يرأسها قبلان الأشقر".
في انطلياس وسن الفيل وبسكنتا ستخاض أشرس المعارك البلدية، بينما في الجديدة البوشرية السدّ تختلف الصورة تماماً، فالماكينة الانتخابية التي يرأسها أنطوان جبارة والتي تديرها سيدة جبارة لم تتحرك وكأن لا انتخابات بلدية، ولكن في الواقع بحسب المصادر فإن "المعنيين في شؤون البلدة يعملون على نسج تحالف بين القوات والتيار بلائحة يرأسها أنطوان جبارة خصوصاً وأن الأخير بات يملك حيثية لا يستهان بها". أما في بيت مري وهي البلدة التي شهدت معارك بين رئيس البلدية أنطوان مارون وعائلة مخيبر سيختلف حالها هذه المرة، إذ أكدت المصادر أن "الإنتخابات البلدية ستجمع مارون وعائلة مخيبر في لائحة واحدة هذه المرة".
هذه هي الصورة الحالية في بعض البلدات المتنية التي تتحضّر لخوض المعارك البلدية وأكثرها إحتداماً، وهذه الصورة قد تشهد تغييرات جذرية اذا ما تبدلت التحالفات والقرارات الحزبية. ولكن السؤال المركزي في الشارع المتني هو هل ينجح تحالف "القوات اللبنانية"-"التيار الوطني الحر" في فرض واقع جديد أم تبقى الكلمة للعائلات إذا ما حصلت الإنتخابات البلدية؟!