أكدت المؤرخة لينا المر نعمة أنّ التكفيريين والدول التي تمولهم لا يستطيعون فرض الدولة الإسلامية إلا بإتباع خطة "فرق تسد"، لأن غالبية المسلمين في العالم يرفضون هذا الحكم، مشيرة إلى أنّهم "يسعون إلى تقسيم الشعوب بهدف إفتعال الحروب الأهلية، فيدفعون أموالاً باهظة لترويج فتاوى عنصرية تأمر قسمًا من الشعب بتكفير القسم الآخر وذلك بإسم الدين".
وخلال ندوة في الحركة الثقافية في دير مار الياس أنطلياس حول كتابها "فتاوى وكاريكاتور Fatwas Et Caricatures"، والذي بدأت نعمة بكتابته عقب مجزرة شارلي إبدو حيث تضيء فيه على خطورة التكفيريين والتحريض على القتل، أوضحت نعمة أنّ "شارلي إبدو أهانت العذراء والمسيح لعشرات السنين"، لافتة إلى أنّ المسيحيين قاطعوها وأقاموا عليها دعاوى وأوصلوها إلى الإفلاس، وقد توقفت عن الصدور سنين عديدة، وبعد عودتها لم تجذب عدداً كافياً من القراء لتغطية مدفوعاتها.
وإذ أشارت نعمة إلى أنّ الإسلاميين أثاروا ضجة إعلامية حول "شارلي إبدو" سمحت لها بمضاعفة المبيع وبربح أموال استفاد منها أهمّ المساهمين، سألت: " لماذا لم يتحرك المسلمون عند إهانة المسيح والعذراء المذكورين في القرآن؟"
وتحدّث خلال الندوة الأب العلامة مارتن ماكديرموت اليسوعي، الذي لفت إلى أنّ كرامة الإنسان الأساسية تكمن في قدرته على السعي إلى الحقيقة، وحب الخير، مشدّداً على أنّ من واجب كل دولة أن تتيح له حرية القيام بذلك، فإرغام الإنسان على إعلان أحقية أمر وهو يعرف أنه باطل، أو على التصرف بما يتنافى مع ما يعرف ضميره أنه، خير، أو على القيام بعمل يعرف أنه شرير، أو على مخالفة إرادته الحرة، يتعارض مع كرامته الأساسية، وعليه أن يرفض ذلك، بأي ثمن.
واعتبر أنّ أهمية كتاب المؤرخة لينا المر نعمة تكمن في أنه يعيدنا إلى الحقيقة، وهو يورد اقتباسات لتكفيريين، مبرزاً حقيقتهم، وكيف يتعدون على حرية الضمير البشري، مّدعين أنهم يفعلون ذلك باسم الحقيقة، موضحاً أنّ "هذا الكتاب يدعو جميع المخدوعين أو الذين قد ينخدعون بهم، ألا يذعنوا لإدعاءاتهم بالبرارة والإستقامة، أو لما يعدون به من مكافآت، بل أن يُطيعوا شريعة الله الطبيعية".
أما الكاتب والمخرج شربل خليل، فلفت إلى أنه لا يتعرض للدين الإسلامي وليس لديه شيء ضده، إلا أنّه أشار إلى أنّه عانى كثيراً من الإسلاميين الذين تحدّثت عنهم المؤرخة لينا المر نعمة في كتابها، وبالتحديد الذين يستخدمون العنف من أجل السيطرة على طريقة "نلبس ثوب الحمل ونكون ذئاباً"، وقال: "أنا إن لم أؤمن لا تستطيع أن تجبرني بالقوة أن أصبح مسلماً".
وبارك خليل للمر نعمة كتابها "الذي يعرّفنا على إستراتيجية يجب علينا جمعياً الإنتباه إليها، ليس أن نقف ضد الدين الإسلامي، ولكن أن نعرف كيف يسعى الإسلاميون للسيطرة على العالم من خلال ما يستعملونه بأسلوبهم هذا من خلال الترهيب والترغيب أو التمسكن حتى التمكن".
للاطلاع على ألبوم الصور اضغطهنا