وجه راعي ابرشية سيدني المارونية المطران انطوان - شربل طربيه رسالة الى ابناء الابرشية في سيدني - اوستراليا، لمناسبة عيد الفصح، بعنوان "انه ليس هنا... لقد قام"، حيث لفت إلى ان"حقيقة القيامة التي نقلتها الملائكة في صباح اليوم الثالث للمريمات، ومن خلالهن للرسل وبالتالي لنا جميعا، هي حقيقة ساطعة وواضحة كالشمس، ومنها تطل الكنيسة على العالم واحة رجاء وخلاص. فقيامة الرب يسوع من بين الأموات هي جوهر إيماننا ومصدر فرحنا، وهي الحدث الأعظم والأبقى في تاريخ الانسان، لأنها تشكل حجر الزاوية في بناء الكنيسة وايمان أبنائها. "فإذا كان المسيح لم يقم"، كما يقول بولس الرسول، "فإيمانكم باطل وأنتم بعد في خطاياكم".
وسأل "لماذا تبحثون عن الحي بين الأموات، هذا سؤال جوهري ومحوري طرح فجر القيامة ولا يزال صداه يتردد من جيل إلى جيل حاملا بشرى الفرح والسلام بقيامة الرب، إنه ليس هنا ولا يمكن من بعد أن يحتويه الموت أو أن يبقى في القبر، لقد أتى إلينا وسكن بيننا وأبصرنا مجده، مجد ابن وحيد لله الآب، وأتم رحلته على هذه الأرض ككل إنسان، مخضعا نفسه لسلطان الموت والقبر، لكنه وبفعل حب أقوى من الموت، قام وانتصر على الموت لقد قام، حقا قام، وبقيامته فتح أمامنا الطريق الموصل من الأرض الى السماء ونقل بشريتنا من الموت الى الحياة"،لافتاً إلى أن "احتفالنا بعيد القيامة هذا العام يقع في قلب السنة اليوبيلية للرحمة، والتي أرادها لنا قداسة البابا فرنسيس منطلقا لتجديد الإيمان بالتوبة وانفتاحا حقيقيا على الآخرين ودعوة مفتوحة للالتفات الى إخوتنا وأخواتنا المهمشين والفقراء والمحتاجين، فننطلق إليهم ونكون لهم واحات رجاء ومحبة، نحمل اليهم رحمة الله لنا بيسوع المسيح الذي يتماهى مع كل فقير ومريض ومضطهد وغريب. ونحن في أبرشيتنا، نصبو لعيش فرح القيامة في عائلاتنا ورعايانا كل يوم، وننطلق معا متسلحين بالعزم والإرادة للقيام بالمشاريع الرعوية ملبين الحاجة الروحية لأبنائنا الموارنة المنتشرين في كل أنحاء هذا الوطن الاوسترالي العزيز، بإنشاء رعايا جديدة في مناطق جديدة. ويتكامل العمل الرعوي مع العمل الرسولي في مؤسسة "مارونيتكير" التي ترعى المشاريع الإنسانية في الأبرشية وخصوصا تلك المتعلقة بالزواج والعائلة وبالمسنين والمدمنين وبرسالتنا تجاه اللاجئين والفقراء، مستلهمين وحي العناية الإلهية ومتكلين على صلاتكم الدائمة وتعاونكم المحب ودعمكم السخي، أنتم أبناء مارون الأوفياء"، مؤكداً "إننا نصلي من اجل وقف إضطهاد المسيحيين لتشرق شمس القيامة".