أكد رئيس وفد "الهيئة العليا للتفاوض" العميد اسعد الزعبي في حديث صحفي ان "المعارضة السورية رصدت تنسيقا بين قوات النظام وعناصر تنظيم "داعش" وانه لم تحدث معارك بل تسليم وتسلم لمدينة"، مرجحا ان "تتم العملية ذاتها في دير الزور".
وفي حديث لصحيفة "الرياض" السعودية، أكد الزعبي، أن "انسحاب تنظيم "داعش" من مدينة تدمر تم بالتنسيق مع قوات النظام السوري. معتبراً أن التنظيم سلم المدينة ليمنح النظام أوراق ضغط ويظهره بصورة إيجابية دولياً"، متوقعاً أن "ينسحب داعش من دير الزور بذات الطريقة، ولذات الأسباب".
ورأى الزعبي في تصريح لـ"الرياض" السعودية أن "انسحاب تنظيم "داعش" من مدينة تدمر وسيطرة قوات النظام مسرحية، وتوقعنا أن يتأخر هذه الفصل حتى هذه المرحلة بالذات، والتي بدأ نظام بشار الأسد خلالها في السقوط خارجياً أمام المجتمع الدولي، وبالتالي جاءت في الوقت الذي هو بحاجة للدعم، وبعد أن كانت تدعمه روسيا وإيران داخلياً، تولى تنظيم داعش دعمه خارجياً كعادته عبر تفجيرات باريس وبروكسل، والآن تسلمه تدمر".
وأضاف الزعبي "سبق أن تحدثنا منذ شهرين عن مسرحية انسحاب داعش من تدمر لتعطي ورقة انتصار للنظام وهذا ما حدث بالفعل، ولا يمكن لأي محلل عسكري أن يفسر سقوط تدمر بهذه السرعة حتى لو كان هناك غارات جوية، وتراجع داعش عن تدمر وتسليمها للنظام يهدف لإعطاء رسالتين للمجتمع الدولي، الأولى تقول أن روسيا هي من كانت السبب في تحرير مدينة تدمر وبالتالي يعزز موقفها دولياً وأنها تدخلت في سورية للقضاء على داعش، والرسالة الثانية تمثل بشار الأسد ونظامه، وتهدف لاظهاره بصورة المحارب للتنظيم والقادر على هزيمته".
وأوضح الزعبي أن "تصرفات النظام وداعميه مكشوفة، والاشكالية تكمن في نظرة المجتمع الدولي الذي لا يريد أن يراها بمنظر الألعوبة والمسرحية، ويتعمد قراءة الأحداث والتطورات كما يريد وليس كما هي على أرض الواقع"، معتبرا انه "ربما ينسحب تنظيم "داعش" من دير الزور خلال الفترة المقبلة تمهيداً لتسليمها للنظام، وقد يفسر المجتمع الدولي ذلك أن التنظيم يهزم أمام النظام وبالتالي يعتبره الوحيد القادر على هزيمته"، لافتا إلى أن "الأمور على الأرض سوف تعود كما كانت في حال وجود دعم عسكري ولو بسيط لقوات المعارضة".
وحول تأثير التطورات الأخيرة على المسار السياسي، أكد الزعبي "نحن ملتزمون تماما بمبادئ الثورة وبمخرجات "مؤتمر الرياض" لن نحيد عنها، وهذه الأوراق التي يتلاعب بها النظام لا تشكل ضغط علينا، ونعلم عنها قبل حدوثها، وسبق أن أوردنا هذه الأخبار للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، وأبلغناه بأن "داعش" لعبة دولية وستقوم بخدمة النظام داخلياً وخارجياً، وأخبرته شخصياً عن توقعنا انسحاب "داعش" من تدمر".