رأت الاوساط عبر صحيفة "الراي" الكويتية ان "الأجواء التي سادت البلاد في الأيام الأخيرة على خلفية تجدُّد مؤشرات التوتر بين السعودية ولبنان، وإن في إطار مؤسساتٍ إعلامية سعودية وليس في اطارٍ رسمي من خلال اقفال مكتب محطة "العربية" في بيروت او حادث اقتحام مكاتب صحيفة "الشرق الاوسط"، ستنعكس بقوّة على الصراعات الداخلية بمزيدٍ من الانقسام والحدة، خصوصاً بين غالبية قوى 14 آذار و"حزب الله"، نظراً الى ما أشاعه الحادثان مجدداً من تفاعلات سلبية إعلامية وسياسية وحتى شعبية".
ولفتت الاوساط الى ان "موضوع العلاقة بين لبنان والسعودية والدول الخليجية بدا كأنه عاد الى نقطة الصفر دفعة واحدة، الأمر الذي رسم علامات شكوك واسعة حول مستقبل المعالجات المطروحة لهذه الأزمة وما اذا كان لا يزال ممكناً احتواء الكثير من سلبياتها".
وأعربت الاوساط عن خشيتها "ان تنعكس ارتدادات الموجة الجديدة من هذه التوترات على الوضع السياسي الداخلي، بحيث تزداد حدة التجاذبات والتداعيات المحتملة، علماً ان ملف أزمة الفراغ الرئاسي سيكون النقطة الأكثر هشاشة لتلقي هذه الانعكاسات. فإذا كانت زيارة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تزال مغلفة بكثير من الغموض حيال تأثيرها على مسار الأزمة، فان المواقف التي أطلقها رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، من منزل مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، اول من امس، رفعت منسوب التحدي والتنافس بينه وبين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى سقف مرتفع جداً من خلال قوله ان "الاقوى في طائفته قد يكون الأخطر عليها"، الأمر الذي يصعب معه توقُّع آفاق ايجابية قريبة للأزمة".
وأشارت الاوساط الى ان "ثمة ملفات اخرى ستتأثر بشدّة بأجواء التوترات الداخلية والخارجية ومن أبرزها الخلاف الناشئ حول عقد مجلس النواب جلسات للتشريع يضغط رئيس البرلمان نبيه بري بقوة لعقدها ويسانده فيها "حزب الله"، ولكن سيكون من الصعوبة بمكان ان يوافق عليها الفريق العوني و"القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" كلٌّ من منطلقات خاصة به. وستتخذ هذه المسألة طابعاً خطراً جداً لان هناك اولويات ملحة تتعلق بمشاريع تحتاج الى التصديق والإقرار من اجل حصول لبنان على دعم دولي عبرها، لا سيما في ملف النازحين السوريين".