رأى الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، محمد علي الحسيني، أن "نظام ولاية الفقيه استطاع خداع شريحة کبيرة من العرب في مختلف أرجاء الوطن العربي بسبب رفعه لشعار المقاومة ودعم قضية فلسطين، وقام بتسويق "حزب الله" کبديل عن النظام الرسمي العربي، وضخَّم من دوره وقدراته کثيرا، خصوصا فيما يتعلق بحرب تموز 2006 التي أحرقت في لبنان الأخضر واليابس وکلفت شعبه الکثير"، معتبرا أن "هناك الکثيرون الذين انخدعوا وانبهروا بنظام ولاية الفقيه وبـ"حزب الله"، ولکن التطورات والأحداث أثبتت خلاف ذلك، ولهذا فإن هناك تراجعا کبيرا في المواقف السياسية للشارع العربي من هذا النظام والحزب. وقمنا بتأسيس المجلس الإسلامي العربي، وهو مکون سياسي فکري اجتماعي، يسعى بکل ما في وسعه للمحافظة على الأمن القومي العربي، وإحباط مساعي إيران لاستخدام الشيعة العرب جسرا من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها، وعملنا في المجلس على فضح مخططات هذا النظام من أجل التمويه على الشيعة العرب والتغرير بهم".
ولفت الحسيني في حديث لصحيفة "الوطن" السعودية الى أن "الأجواء في لبنان يشوبها توتر وترقب، خصوصا مع مساعي طهران إلى تعطيل الحياة السياسية وعدم السماح بإيجاد أجواء طبيعية يتم من خلالها ترتيب أمور البيت اللبناني، بما يتناسب ويتوافق مع مصالح الشعب، ودور هذا النظام فيما يتعلق بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية هو نموذج لما يجري في لبنان، وقطع الدعم السعودي للبنان، الذي نزل کالصاعقة على اللبنانيين، لم يکن هو الآخر إجراء عابرا أو سطحيا، وإنما کان خطوة منطقية لها أکثر من مبرر وتسويغ، خصوصا أن طهران، من خلال حزب الله، جعل لبنان مجرد تابع لنظام ولاية الفقيه"، واصفا قرار وضع حزب الله في قائمة الإرهاب، بأنه "تطور بالغ الأهمية، له تأثيراته وتداعياته على أکثر من صعيد، وليس بغريب أن يکون هناك ميد ومعارض، لکن الحقيقة التي تبدو واضحة هي أن قرار إدراج الحزب ضمن قائمة الإرهاب کان قرارا صائبا يستند إلى الکثير من الأدلة والمعطيات الواقعية والإدانات الموثقة، وليس بقرار اعتباطي بني على أساس مواقف وردود فعل انفعالية".
وأعرب عن افتخاره بانتماء لبنان إلى محيطه العربي، قائلا: "نعتز بانتمائنا للعروبة والإسلام، وکان بديهيا أن نيد قرار وضع الحزب على قائمة الإرهاب، لأنه لم يأت من فراغ، وإنما بناء على حقائق ووقائع دامغة، ومواقفنا کانت ولا تزال تثير غضب عملاء نظام ولاية الفقيه، وتثير سخطهم وغضبهم، لکننا وبحکم إيماننا العميق بمواقفنا وريتنا للأمور فإننا مضينا قدما في تأييد هذا القرار ولم نأبه بالاعتراضات والمخالفات المثارة بشأنه"، مشيرا الى أن "رعد الشمال يمثل لنا موقفاً عربياً ذا بعد إسلامي أصيل من أجل مواجهة الشر والعدوان القادم من نظام ولاية الفقيه في إيران، خصوصا أن نظام ولاية الفقيه قد تمادى کثيرا في تدخلاته في دول المنطقة، وحتى إنه قد تجاوز الخطوط الحمراء، وإن مناورة رعد الشمال رسالة واضحة جدا لهذا النظام ومن سار على نهجه کي يتيقنوا من أن زمن غض النظر وتجاهل المخططات المشبوهة لهذا النظام قد ولى إلى غير رجعة".