يعاود مجلس الوزراء في جلسته اليوم درس ملف أمن الدولة في ظل معلومات تشير ‏الى ان الاتصالات التي جرت حتى الساعة، لم تسفر عن نتائج توحي بوجود ‏مؤشرات الى ان الحل قد نضج.‏

وتؤكد مصادر وزارية ان اللقاءات التي اجراها وزير السياحة الكاثوليكي ميشال ‏فرعون مع عدد من زملائه الوزراء، وخاصة مع وزير المالية علي حسن خليل، لم ‏تسفر عن تفاهم بينهما على حل، لان المشكلة تقف في ملعب وزير المال الذي ‏يعتبر ان المعضلة لها طابع قانوني، لذلك تحتاج الى قرار من مجلس الوزارء، لكنّه ‏ضد تعطيل الحكومة.‏

اما الوزير فرعون فيرى أن الامر في يد رئيس الحكومة تمّام سلام، وهو قادر على ‏الإفراج عن الأموال المتوقفة في الأدراج، وتسليم الداتا الى الجهاز ودعوته الى ‏الاجتماعات الأمنية.‏

وفي الوقت الذي لا يزال كل المعنيين بهذا الملف على موقفهم من قانونية ‏المعاملات، وما اذا كانت تحتاج الى توقيع مدير الجهاز ونائبه ام المدير وحده فقط، ‏ترى مصادر وزارية ان سلام ربما يحاول كسب الوقت من خلال التناقض بين ‏موقف مجلس شورى الدولة الذي يعتبر ان اي تعديل في تنظيم جهاز أمن الدولة ‏يكون بمرسوم، ورأي مستشاره سهيل بوجي القائل انه بحاجة الى قانون، ويطلب ‏تحويل الملف الى هيئة الاستشارات والتشريع لإعطاء رأي قانوني مستقل.‏

لكن ومع تشدّد الوزارء المسيحيين المتعاطفين مع مدير عام أمن الدولة اللواء جورج ‏قرعة، يبقى موضوع الاعتمادات المجمّدة والداتا معلّقًا، في غياب معلومات تشير الى ‏تمرير هذه النقاط مع رفض سلام تجزئة الملف.‏

وتعتقد المصادر بوجود توجّه الى تمييع القضية حتى شهر حزيران المقبل تاريخ ‏احالة نائب المدير العام لأمن الدولة العميد ​محمد الطفيلي​ على التقاعد، وعندها يُجَمَّد ‏كل شيء مع غياب نائب المدير وتعذر تعيين خلف له، او تنجح المساعي في ‏اقناع جميع المكوّنات الوزارية بتعيين اثنين جديدين من خلال تسوية مقبولة.‏

وفي هذا السياق توقّف المراقبون طويلا حول ما نُسِبَ الى سلام من أقوال تنصح ‏المسيحيين بتصحيح الخلل الذي يتكلّمون عنه في مستوى التوازن السياسي من ‏خلال الدفع نحو إنهاء الشغور الرئاسي، بدل التلهّي في امور ونتائج وعوارض ‏وهمية، وانه على هذه القوى ان تحسن ترتيب الأولويات وان توظف غيرتها في ‏الموقع الصحيح والاتجاه السليم طالبا منهم إثبات قدرتهم في الاستحقاق الرئاسي. ‏

واشار المراقبون الى ان فرعون، الذي لم يتغيّب يوما عن حضور جلسات انتخاب ‏رئيس الجمهورية، والذي لم يخرج يوما عن توجهات قوى الرابع عشر من اذار، هو ‏الّذي فجّر هذا الملف، الذي لم يعطه سلام القدر الذي يستحقه، مما افسح في ‏المجال أمام عدد من الوزارء المسيحيين لتحويله ملفا مذهبيا.‏

‏ وتخوّفت المصادر من ان تكون تصريحات رئيس الحكومة ونصائحه للطوائف ‏المسيحيّة سببا في تمسك الوزراء المسيحيين بالحلّ الذي يعتبرونه احقاق الحق في ‏التعامل مع موظفي الفئة الاولى للمسيحيين.‏

وتوقعت مصادر وزاريّة ان يكون طرح عدد من الوزراء لملفّ المطار وتأكيد اهميّته ‏واعطائه الحيّز الأبرز بدل ملف جهاز أمن الدولة، مَخرجًا يدفع سلام الى دفعه ‏كبند اول في الجلسة، لوضع الوزراء المعترضين على بحث اي بند سواء كان لقوى ‏الامن او للمطار، امام الامر الواقع، خصوصًا وان جعبة وزير الداخلية نهاد ‏المشنوق مليئة بالموجبات الدولية على لبنان لتحسين وتعزيز الاوضاع الأمنية لهذا ‏الموقع، قبل ان تتخذ عدد من الدول إجراءات تضر بسمعة لبنان، وبمكانته ‏الاقتصادية، ويتمّ بذلك ترحيل بند جهاز أمن الدولة.‏

في الخلاصة، ان قرار بقاء الحكومة، لأسباب اصبحت واضحة ومعروفة، وملزمة ‏لجميع مكوناتها، يحول دون تعطيلها، وان تأجيل البحث في ملف أمن الدولة يصبح ‏قنبلة موقوتة امام إنتاجية حكومة المصلحة الوطنية، اذا ما اصر سلام على ان أمن ‏المطار اولوية يجب البت فيه.‏