في ظل هدوء سياسي وأمني لبناني لافت تبريدا للساحة المحلية استعدادا لاجراء الاستحقاق الانتخابي البلدي في كافة المحافظات والنيابي الفرعي في جزين في 22 ايار المقبل، يشتعل الملف الفلسطيني ويعود الى واجهة الاهتمام السياسي والامني من بوابة التوتير المتنقل، ليحط رحاله في مخيم الرشيدية في منطقة صور موقتا الذي تجاوز قطوعا امنيا خطيرا في احباط محاولة استهداف أمين سر إقليم لبنان لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، بعد عملية اغتيال مسؤول "فتح" في الميّة وميّة العميد فتحي زيدان في مدينة صيدا، وقبلها الاشتباكات المتكررة في عين الحلوة والتي حصدت ثلاثة قتلى وعشرة جرحى.
مثلث المخيمات الامني، الرشيدية، الميّة وميّة وعين الحلوة، وما بينهما من شائعات ومخاوف من استمرار مسلسل الاغتيالات والتوتير، دفع بكبار المسؤولين الى الاستنفار لقطع الطريق على الانفجار، حيث ذكرت مصادر فلسطينية لـ"النشرة" ان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الاحمد سيقوم بزيارة طارئة الى لبنان في اليومين المقبلين، لمتابعة الاوضاع الامنية في المخيمات ولقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين الرسميين والامنيين، بناء على تمنٍّ لبناني لوضعه في دقة المرحلة وخطورتها والاستياء من تصرفات وتصريحات بعض المسؤولين، بعد لقاءات عقدت مع سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور وأمين سر الساحة فتحي ابو العردات للغاية ذاتها.
وتوضح المصادر ان ثمة مؤشرات غير مطمئنة الى الوضع الامني في المخيّمات، وسط مخاوف من دخول "طابور خامس" و"عملاء" على خط التوتير، استغلالا للتوقيت وايقاع الفتنة تحت عناوين مختلفة، بعدما كان التوتير محصورا بين "الاسلاميين المتشددين" و"الفتحاويين" في عين الحلوة، لكنّ هذه المؤشرات المدعومة ببعض المعلومات والتحليلات لم تصل الى ادلّة قاطعة الى ان ثمة "قرار خارجي" بتحريك ساحة المخيّمات وان كانت قد رصدت محاولة سابقا جرى إستيعابها، غير ان عمليّة اغتيال زيدان أعادت خلط الاوراق وطرحت سلسلة من التساؤلات في مختلف الاتجاهات كونها جرت للمرة الاولى خارج ساحة المخيم الجغرافي وفي مدينة صيدا التي تعتبر قواها السياسية ان أمن المخيم والمدينة مترابطان.
مقابل المؤشرات، وصلت رسائل تحذير الى بعض المسؤولين الفلسطينيين تدعو الى ضرورة التنبّه خلال التنقلات واتخاذ الاجراءات الامنيّة الضرورية، حتى لا يكونوا عرضة لأيّ استهداف، في ظل ما جرى في الرشيدية الذي تجاوز فتنة في اعقاب افشال مخطط لاستهداف شناعة، اذ اثمرت الاتصالات بين "فتح" و"أنصار الله" على وأدها، بعد توقيف كل من (سلمان. ن.) و(طارق. م.)، واعترافهما بإنهما كُلِّفا بوضع عبوة ناسفة فجرى تسليمهما إلى مخابرات الجيش اللبناني وبوشر التحقيق معهما، فيما اعتبر "أنصار الله" في بيان، ان زج اسم الحركة يأتي في اطار الهجمة الشرسة التي تقوم بها أبواق الفتنة وبث الشائعات المغرضة والممنهجة، مؤكدا ان الموقوفين لا ينتميان اليها وليس لهما أي علاقة تنظيمية ولقد تم اعتقالهما.
حوار الاونروا
ولم يصرف هاجس الأمن الاهتمام عن متابعة قضايا "الاونروا" الخدماتية في اعقاب قرار الادارة تمديد تعليق قرار العمل بالنظام الاستشفائي الجديد الى 21 ايار المقبل اي لمدة شهر اضافي، حيث من المقرر ان ينطلق اليوم الحوار بين القوى الفلسطينية وادارة "الاونروا"، عبر لقاء يجمع القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في لبنان والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في مقر الامن العام، ليتوسع الى حوار مع ادارة "الاونروا" ومديرها العام ماتياس شمالي، بعدما انجزت القوى الفلسطينية تشكيل اللجان الفنية التخصصية للحوار بكافة الملفات "لجنة التربية والتعليم، لجنة الصحة، لجنة الاغاثة والنازحين، لجنة ملف مخيم نهر البارد"، والتي يبلغ عدد اعضائها اكثر من ثلاثين عضوا وعضوة من مختلف المجالات "هندسة، طب، تعليم، محاماة، اداري وباحث اجتماعي" من ذوي الخبرات والكفاءات والقدرات، وقد حددت القيادة السياسية، المنهجية والخطوط العريضة والسقوف المفترض اعتمادها في الحوار مع ادارة وكالة الاونروا برعاية اللواء ابراهيم، ومشاركة منسّقة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان سغريد كاغ.
وعلى وقع الحوار، جرى الاتفاق مع "خلية الازمة"، على ترشيد التحركات الاحتجاجية انسجاماً مع جلساته على ان يكون بيد القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان التي ستشرف عليه، القرار الكامل للبت بكافة الاقتراحات المتعلقة به.