بوجه شاحب تظهر عليه علامات المرض، مثل الإرهابي أحمد الأسير أمام المحكمة العسكرية الدائمة التي عقدت اليوم برئاسة العميد الركن انطوان فلتاكي، بسبب غياب رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم.
ولم تصدق التوقعات التي انتشرت بالأمس أنه لن يتم سوق الأسير إلى قاعة المحكمة بسبب ظروفه الصحية الصعبة، فمثل الأسير وهو يرتدي عباءة رمادية اللون ومعتمرًا قبعته البيضاء التي اعتاد على الظهور فيها قبل أحداث عبرا مع النظارات الطبية، واستعادت لحيته طولها المعتاد.
وانطلقت الجلسة وسط تدابير أمنية مشددة في محيط مبنى المحكمة امتدت إلى مسافة عشرات الأمتار عن مدخلها، وكان يحيط به أكثر من خمسة عسكريين. وقضية الأسير هذه فيها أكثر من متهم ومن ضمنهم فضل شاكر، بعد أن تم فصل هذا الملف عن ملف عبرا الثاني.
وبعد أن نادى العميد فلتاكي على المتهمين وموكليهم، أعلن تأجيل جلسة اليوم إلى تاريخ 12-7-2016 لعدم حضور وكلاء بعض المتهمين. فوقف الأسير بحركة بطيئة بسبب حالته الصحية، وتوجّه إلى القاضي قائلاً: "حضرة القاضي أريد أن أتكلم معك"، فأجابه فلتاكي: "حينما يحين دورك الآن ستتكلم".
فناداه فلتاكي للمثول أمام قوس المحكمة، فتقدم الأسير ببطء أمام القاضي، وحوله العسكريون الذي يحيطون به بشكل دائري.
وأوضح الأسير أنه منذ وصوله إلى سجن الريحانية تبين أن هذا السجن غير مهيأ لوضعه الصحي، كونه مريض بالسكري، لافتاً إلى أنه منذ قدومه إلى هذا السجن، قدّم طلباً للمحكمة عبر المحامي للإنتقال إلى سجن يناسب ووضعه الصحي، ومشيراً إلى أن معدل السكري معه وصل إلى 43 ما جعل الطبيب المعالج يعدل حقنات الأنسولين لتحسين مستوى السكري.
وتابع الأسير شارحاً وضعه الصحي: "لقد بدأت أعاني من فقر في الدم والسبب الرئيس في كل هذه الأمراض أن قوانين السجن والبناء بحد ذاته لا يتناسب مع وضعي الصحي".
فقاطعه فلتاكي، مؤكّداً له أن المحكمة عيّنت له أفضل الأطباء لحالته الصحية من أجل معالجته، فردّ الأسير قائلاً: "حتى الطبيب المعالج أكد لي أنني بحاجة إلى طعام جيد ونظام صحي متخصص".
وقد حرص رئيس المحكمة العميد فلتاكي على مناداته طوال الجلسة بـ"الشيخ أحمد الأسير"، في ظل هدوء تام في القاعة وتوجه الأنظار كلها إليه.
وتطرق الأسير إلى "حقوق الإنسان" التي "لا تُحترم في سجن الريحانية" حسب تعبيره، وقال: "منذ لحظة توقيفي منذ 7 أشهر لا يتم إخراجي من الزنزانة إلا لعشر دقائق ومرتين في الأسبوع، فصار عندي نقص بالفيتامين D ولديّ ضيق في النفس بسبب المدخّنين معي ولا وجود إلا لنافذة صغيرة"، مؤكداً أن "اللجنة الطبية قالت لي أن لا حل لوضعي في سجن الريحانية فطبيعة البناء لا تتناسب مع صحتي ووضعي".
فقاطعه فلتاكي مرة أخرى قائلا: "أنت لا تأخذ الدواء الذي أعطاك إياه الطبيب"، فأجابه الأسير: "لقد ترك الطبيب الخيار لي بأخذ الدواء وأنا امتنعت عن أخذه لأنه دواء للأعصاب"، متمنياً "مراعاة حقوق الانسان في السجن".
وقبل أن ينتهي الأسير من كلمته، أعلن من امام قوس المحكمة أن "هناك جهة محددة تقف وراء منع نقلي من الريحانية وتهدف إلى قتلي تدريجياً وببطء"، على حدّ تعبيره، ما دفع فلتاكي إلى التأكيد بأن طلباته ستُنقَل وستُدرس، وأوقفه عن الكلام، معلنا تأجيل الجلسة إلى 12-7-2016.