أشار عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ حسن بغدادي في كلمة له خلال احتفالاً تكريمياً للشيخ حسين أسعد بزي العاملي وذلك في قاعة مدرسة جميل جابر بزي في مدينة بنت جبيل إلى ان "الشيخ بزي كان أحد أعلام مدينة بنت جبيل، وعاصر العهدين العثماني والفرنسي، ورفض الانصياع ولم يُهادن، وعرض عليه جمال باشا العثماني منصب الإفتاء في إسطنبول فرفضه بقوة، وعرض عليه الفرنسيون رئاسة محكمة التمييز الجعفرية مع إغراءات هائلة فرفضها، وشجب سياستهم التفتيتية التي أدت إلى التقاتل بين المسلمين والمسيحيين، وحرق الممتلكات وتهجير الناس وقتل الأبرياء، قائلاً لهم كنتم بغنى عن هذه الأحداث، ولم تكونوا بحاجة إليها، وكان المسلمون والمسيحيون يعيشون معاً في هذه البلاد، من دون أية تفرقة".
وأكد بغدادي أنه "ما أحوجنا اليوم إلى أمثال العلامة الشيخ حسين أسعد بزي الذي عمل بالإصلاح الاجتماعي، ونشر العلم والأدب، ورفض الطائفية والمذهبية، ولم يسقط أمام المناصب الدنيوية التي ستكون على حساب دينه ووطنه، فهذا النموذج والمعيار يجب أن نقتدي به، ويكون هو الأساس عند العالم المتصدّي والشخص المسؤول، وخصوصاً نحن نمر اليوم بمرحلة دقيقة للغاية، تلامس الوجود والأمن".
وفي الشأن السياسي، شدد الشيخ بغدادي على "أهمية الاستحقاق البلدي بما يمثله من ضرورة اجتماعية للناس، والذي نتعاطى معه على قاعدة اختيار الأفضل والأصلح، وما التحالف مع الأخوة في حركة أمل إلاّ ضمن إطار مراعاة المصلحة العليا للجميع، وهذا التحالف لا يلغي إرادة أحد ولا دور العائلات، بل نعتبر العائلات الشريفة هي المكوّن الحقيقي لهذين التنظيمين "حزب الله" وحركة "أمل" وتفاهمنا ليس اختزالاً بقدر ما هو توسعةً لدائرة المصلحة العامة، واختيارنا للبلديات سيكون من هذه العائلات الكريمة، فنحن لسنا من خارج السياق الاجتماعي والعائلي، بل من صميمها وجوهرها"، لافتاً إلى أنه "يأتي احتفالنا هذا في شهر نيسان، وفي ذكرى العدوان الإسرائيلي على لبنان بما يُسمى "عناقيد الغضب" سنة 1996م، والذي أدى إلى هزيمة مدوية لإسرائيل، وأنتج ما أُطلق عليه الذي أسّس لمعادلة الردع مع العدو الإسرائيلي، ولا زال هذا الردع حاضراً ويكبر يوماً بعد يوم، حتى بات الإسرائيلي يراكم في منامه ويخشى ردكم الصاعق".