وصف رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير الوضع الحالي داخل المدينة بـ"السيء جدًا"، لافتا الى أن "المسلحين يستهدفون كل المناطق بقذائف الحقد ويتطلعون لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الأبرياء".
واستغرب نصير في حديث لـ"النشرة" ما قال أنّها محاولات من قبل وسائل الاعلام الغربية لتقديم المسلحين وكأنّهم ضحايا، مشددا على ان "المدنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة الحكومة السورية هم الضحايا الفعليون والذين تُقترف بحقهم المجازر". وقال: "وكأن وسائل الاعلام الغربية تحاول حقيقية ان تتعامى عمّا يجري بحلب، علما اننا يوميا نودع عشرات الشهداء من أبناء مدينتنا".
الانتصار أو الهزيمة
وأكّد نصير أن "معظم أهالي حلب يعيشون حاليا في مناطق سيطرة الحكومة، فالناس لا يستطيعون أن يعيشوا في مناطق لا يسودها القانون والدستور". ورد على ما يتم تداوله عن قصف مكثف لطائرات النظام يستهدف مناطق سيطرة المعارضة، فقال: "فليقولوا ما يشاؤون... هناك حقائق ووقائع، وكلنا يعلم ان كل الاهتمامات تنصب على حلب لموقعها الاستراتيجي، فالانتصار أو الهزيمة يُحسم في مدينتنا".
واعتبر نصير ان هناك من لا يريد الاستقرار حلب لذلك لا ينفك يعبث يأمنها ظنا بأنّه بذلك قد يتمكن من السيطرة عليها. واضاف: "الا أن ما نؤكده أن أحدا لن يسيطر عليها الا من يمتلك الشرعية التي منحه اياها الشعب، اي الجيش السوري".
معاناة اقتصادية كبيرة
وتحدث الأب نصير عن "معاناة اقتصادية كبيرة" يرزح تحتها أهل حلب وسوريا ككل خاصة بعد ارتفاع قيمة الدولار وانخفاض القوة الشرائية، لافتا الى ان من كان يتقاضى 300$ أصبح حاليا راتبه لا يساوي فعليا أكثر من 50 دولارا.
وأشار نصير إلى أنّ "العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا هي حقيقة مفروضة على الشعب السوري لاركاعه ولحثّه على الرضوخ"، مشدّداً على أنّ "هذا الأمر لا يمكن أن يحصل".
لا للحوار مع ارهابيين
وعمّا يُحكى عن استعداد الجيش السوري وحلفائه لشن هجوم بري على مدينة حلب لاستعادتها بالكامل، اعتبر الأب نصير أنّه "من مسؤولية الجيش والقيادة السورية الحفاظ على أبنائها واستقلال أراضيها ومواجهة الارهاب، واذا كان ذلك يحتّم القيام بعملية برية فهذا أمر طبيعي والكل هنا يناشد المعنيين القيام باللازم لوضع حد لتفلت الارهابيين في المدينة".
وشدّد نصير على أن "العملية السياسية التي يتم الحديث عنها لا ينبغي أن تتم بين ارهابيين والمنظومة الشرعية، فالمعارضة لا تقتل وتذبح وتدمر البنى التحتية بل تراقب أداء السلطة بهدف تحسينه".