أعرب رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام عن اعجابه بالجهود الهائلة التي يبذلها لبنان باستضافة نحو مليون ونصف المليون نازح سوري، مشيرا الى أنه أبلغ سلام بموقفه.
وأوضح أنه جرى خلال اللقاء مع سلام ووزيرة التجارة والتنمية الهولندية ليليان بلومان، عن تدفق اللاجئين الذي تواجهه بلاده منذ سنوات، وكيف يمكن لأوروبا ولهولندا ان تساعدا لبنان على تحمّل هذا العبء، مؤكدا أن لبنان يستضيف من اللاجئين أكثر من أي بلد آخر في العالم، اذا ما قيس الأمر بعدد سكانه فهناك مليون ونصف مليون لاجىء هنا، وهذا رقم هائل خصوصاً وأن عدد سكان لبنان هو أربعة ملايين نسمة فقط.
وشدد على أن التعامل مع هذا الحجم من النزوح وإيجاد مأوى لكلّ هؤلاء النازحين، يشكلان عبئاً كبيراً على البنى التحتية المحلية ويولّدان حاجات كثيرة للشعب اللبناني أيضاً، معربا عن تقديره لـ"الطريقة التي أُعطي بها اللاجئون مأوى مؤقتا هنا. إنتم تعملون، على سبيل المثال، على ايجاد اماكن في المدارس اللبنانية لجميع الاطفال غير اللبنانيين البالغ عددهم 550 ألفاً، بحيث يستطيعون الاستمرار في بناء مستقبلهم، على الرغم من أنهم تركوا كل شىء وراءهم عندما اضطروا لمغادرة بلدهم".
وأكد روتي أن "هولندا تحاول مساعدة لبنان بقدر الإمكان. ولقد ساهمنا منذ العام 2012 بما يقارب مئة واحد عشر مليون يورو في جهود ايواء اللاجئين السوريين في لبنان. لقد خصصنا للعامين 2016 و2017 ما مجموعه 260 مليون يورو للدول المضيفة للنازحين السوريين. وهذا المبلغ يضاف الى مئة مليون يورو سبق ان خصصت لهذه الغاية للفترة نفسها، وانفقت على مبادرات تهدف الى فتح آفاق المستقبل للنازحين وللمجتمعات المضيفة في المنطقة"، موضحا أن "هذا الانفاق الجديد يعني، بالنسبة الى لبنان، تخصيص 80 مليون يورو إضافية له"ز
ولفت الى أن "هولندا تعتبر استقبال النازحين في المنطقة جزءاً مهماً من مقاربة واسعة ومتكاملة لأزمة النازحين ولبنان يستحق ايضاً الثناء بسبب المهنيّة التي يظهرها الجيش والقوى الأمنية في المعركة مع داعش، وفي جهود تثبيت الاستقرار الداخلي"، مشددا على "أهمية تعزيز العلاقات في ما بيننا. إنّ هولندا تدعم لبنان حالياً في موضوع مراقبة الحدود ، ونحن نعمل على تقوية العلاقات التجارية".
ورأى "أننا خطونا للتوّ خطوة مهمة بتوقيع مذكرة تفاهم سوف تؤمّن فرص تصدير أكبر لقطاع الزراعة اللبناني"، مؤكدا أن "الاقتصاد يتعزز من جراء الاستقرار السياسي لذلك نشجع الزعماء على اجراء الانتخابات الرئاسية ولا شك بان ذلك سيكون مفيدا اذاما حصل في اقرب وقت".