توحي كلّ المؤشرات أنّ التوافق السياسي على رئيس بلدية طرابلس مؤجل الى ما بعد انتخابات بيروت والبقاع، خصوصًا أنّ العيون منصبّة باتجاه ما ستحمله انتخابات بيروت من نتائج تحدد حجم "تيار المستقبل"، وتنعكس بالتالي على انتخابات طرابلس والميناء والشمال كلّه.
وإذا كان استئناف المشاورات بين نواب طرابلس تأجل بسبب وفاة حماة النائب احمد كرامي، فإنّ مصادر طرابلسية تشير إلى أنّ هذه المشاورات كانت قد اصطدمت بالفيتو السياسي الذي وضعه الوزير السابق محمد الصفدي على المرشح عبد الرحمن الثمين، وهو احد المرشحين الثلاثة الذين اقترحهم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وقد أدّى ذلك الى حصر المنافسة بين المرشحين عزام عويضة وعمر حلاب بالرغم من تسرع حلاب باعلان التوافق عليه قبل انتهاء المشاورات، الامر الذي رجح كفة التوافق نحو الدكتور عزام عويضة الذي سارع وزير العدل المستقيل اشرف ريفي الى اعلان موقف ايجابي منه.
لكن، وبحسب المصادر، فقد استبعد نواب طرابلس ريفي من المشاورات التي تمّ حصرها بين ميقاتي والنائب سمير الجسر ممثلاً "تيار المستقبل" والنائب محمد كبارة والوزير السابق فيصل كرامي، وهو ما دفع بريفي الى اطلاق ماكينته الانتخابية وعقده مشاورات مع المهندس وليد معن كرامي المنافس السياسي لابن عمه فيصل كرامي، وهذه المشاورات بدأت لاعلان تشكيلة ستكون منافسة للائحة توافق ميقاتي – "المستقبل"، خصوصاً أنّ التيار الأزرق يعتبر أنّ معركته الاساسية هي تحجيم دور ريفي وكشف اوراقه الطرابلسية، علماً أنّ لدى الأخير اسمين سيختار احدهما، اما عضو المجلس البلدي الحالي احمد قمر الدين او احمد ذوق.
ومن المتوقع في حال فشل التوافق ان يعلن ميقاتي لائحة يدعمها برئاسة عويضة ويذهب به الى معركة انتخابية. واشارت مصادر الى ان ميقاتي سبق ان ناقش مع النائب السابق مصباح الاحدب احتمال ترشحه لرئاسة البلدية، غير أنّ الاحدب يخوض مشاورات مع قيادات سياسية عنوانها: هل من الممكن التخلي عن ترشحه لمقعد نيابي والانكفاء من موقع نائب سابق الى رئيس بلدية؟
الأحدب أكد، في اتصال مع "النشرة"، انه قرر الترشح لرئاسة بلدية طرابلس ويعمل على تشكيل لائحة من 18 عضوا من ذوي الاختصاصات والكفاءات باعتبار ان العمل البلدي شأن له وزنه في انماء طرابلس وسيعلن رسميا ترشحه الثلاثاء المقبل.
وإذا كان ترشح الاحدب سيعيد خلط اوراق كثيرة في المدينة ويجعل التنافس الانتخابي حارا جدا على الساحة الطرابلسية، فإنّ لوائح عدة بدأت تظهر ملامحها ابرزها لوائح المجتمع المدني المنقسم ومنها لائحة انقاذ طرابلس التي يعمل على تشكيلها الناشط المدني جمال البدوي من مهندسين واساتذة جامعة واقتصاديين، ونواة هذه اللائحة المهندس خالد الولي، الصيدلي زاهر سلطان، ابراهيم الدردري، لؤي المقدم، احمد البدوي، فرح عيسى وباسل الحاج .
وتتشكل لائحة نواة اخرى تحت عنوان (طرابلس مدينتي) ابرز اعضائها الشيخ بلال مطر، ونصر معماري، احمد حلواني، جميل جبلاوي، جلال عبس، رستم يمق، ريان كمون، غسان سابا، ابراهيم المقدم وعدنان جباخنجي.
وهناك لائحة ثالثة اسمها لائحة "خلاص طرابلس" يعمل على تشكيلها الناشط فوزي الفري، ولائحة رابعة تضم اسلاميين يعمل على تشكيلها الدكتور حسن الشهال ورئيس "جبهة العمل الاسلامي – هيئة الطوارئ" الشيخ سيف الدين الحسامي.