اعتبر رئيس "التيار المستقل" اللواء عصام أبو جمرة أن اجراء الانتخابات البلدية بات يحتّم اجراء الانتخابات النيابية كما الرئاسية بأسرع وقت ممكن بعد سقوط كل الذرائع السابقة، مستغربا اصرار البعض على وجوب اجراء الاستحقاق النيابي قبل انتخاب رئيس جديد للبلاد فيما الكل يعي أن لا تفاهم على القانون الذي قد تجري على اساسه هذه الانتخابات.
ورأى أبو جمرة في حديث لـ"النشرة" أن "من يتمسك بأولوية الانتخابات النيابية انما يراوغ لاطالة امد الفراغ الرئاسي". وسأل: "على أساس اي قانون سيجرون الانتخابات النيابية ومن سيوقع مشروع القانون الجديد في حال اتفقوا عليه ليصبح نافذا؟ ومن يضمن توقيع الوزراء الـ24 مجتمعين على هذا القانون؟ وهل يقبلون في حال فشل التوافق على قانون جديد، السير بانتخابات على أساس قانون الستين؟"
لاعتماد الدائرة الفردية
وحثّ أبو جمرة على اعتماد الدائرة الفردية أساسا لأي قانون جديد للانتخابات سواء كان على أساس النظام النسبي أو الأكثري "باعتبار أن هذه الدائرة تجعل النائب مرتبطًا بالقاعدة الشعبية وعلى تماس معها، وهي الدائرة المثالية لبلد كلبنان حيث المكونات متعددة تماما كما الانتماءات"، لافتا الى ان "عددا كبيرا من دول العالم يعتمد هذه الدائرة التي نرى فيها حاليا خشبة خلاص للبنان".
وأوضح أبو جمرة أنّه يعارض ما طرحه النائب في تكتل "التغيير والاصلاح" نعمة الله أبي نصر أخيرا لجهة زيادة 6 او 12 مقعدا للنواب المغتربين، معتبرا "اننا بذلك نزيد العدد والتكاليف من دون اي نتائج تذكر خاصة وأن هذه المقاعد لا بد أن تنقسم مناصفة بين المسيحيين والمسلمين".
فوز متوقع
وتطرق أبو جمرة لنتائج الانتخابات البلدية في بيروت وزحلة، لافتا الى أن فوز تيار "المستقبل" كان متوقعا، أما تدني نسبة الاقتراع في العاصمة فمرتبط بكون معظم سكانها يعيشون خارجها ولم يكونوا متحمسين للمشاركة بالعملية الانتخابية بسبب غياب مساعي شحن النفوس واحساس معظم البيروتيين ان لا مصلحة مباشرة لهم بالمشاركة بالانتخاب.
ورأى أبو جمرة أن "دخول النائب نقولا فتوش على خط المعركة في زحلة انعكس سلبا على "الكتلة الشعبية" ما أدّى لتفوق الأحزاب"، لافتا الى ان "امساك هذه الأحزاب بالبلدية قد لا يكون لمنفعتها خاصة اذا ما تضاربت الآراء والمصالح في مراحل لاحقة".
لا رؤية استراتيجية
وردا على سؤال حول الاشكال الذي وقع بين العونيين في دائرة بيروت الأولى، اعتبر أبو جمرة ان "اشتعال الحرج العوني كان متوقعا في اي لحظة بعد انتقال رئاسة التيار الى الوزير جبران باسيل بالطريقة التي تم فيها والتي لم ترض قسما كبيرا من القياديين، اولهم ابن شقيق رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" نعيم عون، والان في الاشرفية حصل الخلاف مع القيادي زياد عبس وسياتي دور آخرين".
وشدّد أبو جمرة على ان "اي اصلاح و تغيير يجب ان يبدأ بالبيت الداخلي، فما يرضاه شخص للبلد يجب أن يرضاه لتياره أولا"، معتبرا ان تحالف "التيار الوطني الحر" مع تيار "المستقبل" في بيروت ليس طبيعيا فهما يتواجهان في معظم المناطق كما أنّهما في أشد مراخل الخصومة السياسية بدءاً بموضوع الرئاسة، وهذا يدلّ على التخبط في قرار قيادة التيار".