تتحضر بلدة صربا في الجنوب في اقليم التفاح لمعركة تنافسية شديدة بين 3 لوائح مكتملة على رئاسة وعضوية المجلس البلدي في البلدة، بعدما فشلت الأحزاب الأساسية في البلدة، أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" في تشكيل لائحة ائتلافية واحدة لخوض المعركة على أساسها.
المفارقة أنّ كلّ لائحة من اللوائح الثلاث تضمّ في صفوفها مرشحين من "التيار" و"القوات" و"الكتائب"، ما يوحي وكأنّ "العوني" في اللائحة الأولى ينافس "العوني" في اللائحة الثانية و"العوني" في اللائحة الثالثة، والأمر نفسه يسري على "القوات" و"الكتائب"، علماً أنّ مردّ ذلك بحسب المتابعين هو أنّ هذه الأحزاب تركت الخيار للعائلات.
وإذا كانت كلّ من اللوائح الثلاث اختارت شخصاً من آل الحلو لرئاستها، بحيث يترأس رئيس البلدية الحالي إيلي نعمة الحلو الأولى، ويترأس جوزف الحلو الثانية، والياس الحلو الثالثة، فإنّ مصدراً بلدياً توقع أن تشهد الانتخابات عمليات تشطيب ولوائح ملغومة، علماً أنّ اللوائح الثلاث بدأت جولات انتخابية على البيوت لعرض برامجها، خصوصاً ان المعركة انمائية بنكهة سياسية لان الاحزاب جزء من العملية الانتخابية البلدية ولان الاحزاب تتحدر من عائلات البلدة.
"النشرة" تحدّثت مع عدد من المرشحين، حيث لفت رئيس البلدية السابق جوزف الحلو، والذي شكل لائحة برئاسته لخوض الانتخابات البلدية مجددا، ان الجو في البلدة ديمقراطي، مشيراً إلى أنّ العملية في صربا عائلية والخيار هو للناخب ومزاجه، وتوقع ان ينتخب حوالي الـ 1200 ناخب من اصل 1750 مسجلين على لوائح الشطب.
من جهتها، أكدت ليندا ادمون الحلو المرشحة على لائحة البلدية التي يترأسها الياس مخايل الحلو أن الأحزاب اتفقت فيما بينها على أن يبقى الخيار للعائلات وان لا يكون هناك دعم سياسي لاي لائحة بمواجهة اخرى، مشيرة إلى ان العنصر النسائي يلعب دورا فاعلا في عملية الانماء، وقالت: "نحن كلنا في النهاية في خدمة صربا وما نستطيع تقديمه لخدمة البلدة لن نتأخر عنه ابدا، والوفاء يجب ان يكون لصربا وليس للاشخاص".
أما رئيس البلدية الحالي إيلي الحلو، فقال لـ"النشرة" أنّه يخوض المعركة على أساس الطابع الإنمائي، وأشار إلى أنّ الانتخابات هذه السنة طابعها عائلي انمائي والاحزاب في البلدة موجودة في اللوائح الثلاث ما يؤكد ان ليس هناك من حزب يدعم لائحة على اخرى بل هناك مجال لترك الحرية في تشكيل اللوائح للعائلات والاحزاب تتبنى من يربح ليكون في خدمة صربا.
أما المرشح على اللائحة نفسها داني الحلو، فوصف عبر "النشرة" المعركة بالحامية، وقال: "نحن لا نرفع إلا العلم اللبناني، ومنفتحون على الجوار في اطار من المودة والمحبة والتعايش المشترك وهذا ما تعلمناه من الاجداد والاباء"، وأضاف: "من ينجح صحتين على قلبو".
ولا تختلف نظرة المرشح ناجي جريس الحايك عن زميله في اللائحة، حيث أكد لـ"النشرة" الطابع العائلي والنكهة السياسية للمعركة، موضحاً انّ التنافس على على خدمة البلد بعيداً عن الدعم السياسي الخارجي، وقال: "لقد تركت الاحزاب الحرية للعائلات كي تتفق فيما بينها، ولاول مرة في صربا يكون التنافس بين 3 لوائح".
وقال المرشح بطرس ابو صالح من اللائحة نفسها لـ"النشرة" ان الطابع الديمقراطي هو الغالب في الانتخابات البلدية والتحضيرات لها، والمرشحون من الشباب الجيدين، وليس هناك دعم سياسي انما تنافس بين اهل البلدة والعائلات التي تتحدر من احزاب.
هكذا تبدو الصورة في صربا الجنوبية مختلفة عن غيرها من البلدات والقرى. هنا، المعركة إنمائية عائلية بامتياز، بنكهة سياسية تغذّيها ولا تأتي على حسابها، فالأحزاب الموجودة تواجه نفسها بنفسها...