دخلت مواقع التواصل الاجتماعي على خط المعركة البلدية والاختيارية الانتخابية في مدينة صيدا، وتحولت الى سلاح مؤثر للتعبير عن الرأي بعدما غابت فعالياتها عن الدورة السابقة، اذ لم تكن منتشرة كما هو الحال اليوم.
"الحرب الافتراضية" التي اشتعلت بين عدد من مؤيدي واعضاء اللائحتين المتنافستين في صيدا، الاولى برئاسة رئيس البلدية محمد السعودي المدعومة من تيار "المستقبل"، "الجماعة الاسلامية" والدكتور عبد الرحمن البزري، والثانية "صوت الناس" برئاسة المهندس بلال شعبان المدعومة من "التنظيم الشعبي الناصري" و"اللقاء الوطني الديمقراطي"، استخدم فيها المتنافسون حينا والمؤيدون لهم احيانا، الاسلوب الساخر، للتعبير عن ارائهم، او الترويجي للاعلان عن جولة انتخابية او موقف مؤيد او معارض، فيما اللافت ان بعض المتنافسين وحينما لم يجدِ الترويج قام بعضهم بحذف البعض الاخر، حتى انه "لم يعد صديقا"، حتى لا يستطيع نشر ما يريد على صفحاتهم الاخرى.
مؤيدو السعودي، قالوا "عيفونا منكن... ناقصنا حكي وشعارات، صيدا ما بدا صوت، صيدا بدّا فعل ببساطة السعودي... اشتغل، السعودي يستحق"، الى جانب صورة للائحة "صوت الناس" وهم يرفعون أيديهم".
بالمقابل، اعتمدت الماكينة الاعلامية للائحة "صوت الناس" الدعاية بطريقة شعبيّة، عبر مقابلات مع اعضاء اللائحة حينا وتسجيل مواقف الناس احيانا، في اسلوب يسلّط الضوء على المشكلة ويعبر عن سخط واستياء من الاداء البلدي.
وقالت المرشحة على اللائحة مريم الديراني: "عام 1963، فاز معروف سعد برئاسة بلدية صيدا، لائحته التي نازل بها بورجوازيي وملاّكي المدينة الذين تكتلوا في لائحة واحدة تشكلت من أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة منهم الصياد سليم جمعة والعامل أبو خليل النابلسي والنجّار عبد السلام الأسير والتربوي صلاح البابا".
واضافت: في أحد المهرجانات الانتخابية قال سعد: "إن نزولنا إلى معركة الانتخابات البلدية معناه إعلان الحرب على الاستهتار بأموال وأرواح وكرامات الناس، ونزولنا معناه الثورة على تاريخ مليء بالخزي والفضائح والخيانات"، لائحة "صوت الناس" تشبه في تركيبتها الطبقية لائحة معروف سعد عام 1963، بعد 53 عاماً، شكّل نجله أسامة لائحة من الطينة ذاتها".
أما المرشحة سهاد عفارة، فقالت: "كثير ممن يترشح لمقعد بلدي أو اختياري، يسعون للبحث عن الكلمات ليصل صوتهم للجميع، نعم ليس هذا بالأسلوب الخاطئ لا بل هذا ما اعتدنا عليه لنتعرف على من يترشحون لتمثيلنا او لخدمة مدينتنا، لكن هل هذه الكلمات قدّمت أو أخّرت؟ هل كانت دائما تصل بمدينتنا الى بر الأمان؟"
واضافت: سمعنا الكثير من الوعود والكلام المعسول، ولكن كانت النتيجة صادمة، لا بل لا ترقى الى مستوى طموحات طفل صغير من مدينة صيدا، لقد فات زمن الكلام والكلمات، مشروعنا العمل، مشروعنا صيدا التطور والرقي والعيش المشترك بكافة الوانه وأشكاله، مشروعنا صيدا المدينة النموذجية التي سنسعى لجعلها مثال لكل المدن والبلدات، سنسعى ونعمل لنعوض عن صيدا وأهلها أبسط الأمور الحياتية التي حرموا منها، سنسعى لتكون صيدا مدينة يعتز بها أهلها"، خاتمة: "لقد حصل كل واحد من شركائنا في الوطن والمدينة على فرصته، الا نستحق أن نحصل على هذه الفرصة لنثبت لأبناء مدينتنا وعائلاتنا وأهلنا أننا قادرون على تحقيق ما عجز عن تحقيقه الكثيرون؟ صيدا مدينة الحياة. صيدا صوت الناس".
الحرب الافتراضية اشتعلت إذاً في صيدا قبل أسبوع ونصف من الانتخابات، ويبقى الأمل أن تبقى افتراضية، فلا تترجم على أرض الواقع سوى منافسة ديمقراطية بكلّ روحٍ رياضية...