أعلنت وزارة التربية و"لجنة جائزة بشارة الخوري للتوعية الديمقراطية" نتائج المسابقة التي نظمتاها بدعم من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان وكان عنوانها "الدستور وبناء الدولة"، والتي شارك فيها طلاب الصف الثانوي بفرعيه العلمي والادبي للعام الدراسي 2015-2016 والذين ينتمون الى مدارس رسمية وخاصة في شتى المحافظات.
وفاز 10 طلاب برحلةٍ تعليميةٍ وتثقيفيةٍ وسياسيةٍ إلى بروكسيل، أحد مقراتِ الاتحادِ الأوروبي للتعرف على مؤسساته، وهم غيدا محمد فقيه من ثانوية البازورية، ميساء نبيل بيضون من ثانوية البازورية في الجنوب، علي شحادة من ثانوية الدكتور نزيه البزري في صيدا، عماد جابر من ثانوية الدكتور نزيه البزري في صيدا، نجاح وليد علاء الدين من ثانوية كترمايا في اقليم الخروب، كارن حنا يعقوب، اندريا اندره غاريوس، كريستبال ناجي الزيناتي مينو، جو جوزف الياس (جميعهم من ثانوية مار يوحنا في العقيبة)، رونا رفيق فياض من ثانوية العرفان في صوفر.
وفي كلمة له في الاحتفال الذي أقيم في "بيت المحامي"، أشار رئيس لجنة "جائزة بشارة الخوري للتوعية الديمقراطية" حفيد الرئيس الراحل الشيخ مالك ميشال الخوري إلى أنّ من أهداف الجائزة التعرف على طريقةِ تفكيرِ الجيلِ الصاعدِ في الظروفِ الراهنة، والاطلاع على المخزونِ المعرفي للطلابِ حولَ اسسِ بناءِ دولةٍ ديمقراطية، إضافة إلى التعرف على مدى المامِ الطلاب بماهيةِ التركيبةِ السياسيةِ اللبنانية، وتحريضهم على التفكيرِ النقدِي البناء.
أما المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، فلفت إلى أنّ المديرية العامة للتربية رحبت بفكرة المسابقة واحتضنتها واطلقتها في الثانويات الرسمية والخاصة، مشيراً إلى أنّ فريق عمل متخصص وكفوء يعدّ هذه المسابقة ويعمل وفق معايير اكاديمية وبنظام يماثل آلية اجراء الامتحانات الرسمية من حيث سرية الاسئلة وموضوعية التصحيح وسلامة النتائج.
من جهته، اعتبر نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم أنّ وزارة التربية ولجنة جائزة بشارة الخوري للتوعية الديمقراطية أصابتا في إجراء تنافس حول موضوع الدستور وبناء الدولة، وشدّد على وجوب أن تتحاور القوى السياسية اللبنانية حول الدستور نفسه فتجري له قراءة شاملة بما نُفِّذ وما لم يُنفَّذ وتخلص إلى الإصلاحات الضرورية لمواكبة العصر بدولة قوية بدستورها ومؤسساتها.
وعرضت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن لدور البعثة في دعم المسابقة وتقديم جوائزها للفائزين الذين هنأتهم واعربت عن اعجابها باهتمامهم، على الرغم من صغر سنهم (16-18 عاماً)، بالعمل الاكاديمي حول الديمقراطية وبناء الدولة، وبقدرتهم على تخطي الامتحان الصعب. ولفتت الى ان الديمقراطية في لبنان باتت امراً مفروغاً منه، واذ ذكرت ان لبنان يمر بفترة صعبة ادت الى فراغ منصب الرئاسة لسنتين وارجاء الانتخابات النيابية مرتين، اكدت ان الانتخابات البلدية التي تجرى حالياً هي مصدر فرح كبير وبمثابة "احتفال للديمقراطية".
أما عضو اللجنة المنظمة المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، فاعتبر أنّ هذا الاحتفال يكرِّمُ الديمقراطيةَ، ويضعُ خيوطَها بين يدي طلابِ لبنان، لينسجوا بها عباءةَ المستقبل، وإذ لفت إلى أننا نفتقد في هذه الأيام، ونحن نعيشُ الفراغَ الرئاسي، وتدهورَ عملِ مؤسساتِ الدولة، والصراعاتِ السياسيةَ المتفجرة، ما كان يمثلُه الرئيس بشارة الخوري ورجالاتُ لبنانَ الكبار الذين حملوا أمانةَ رسالته، أكد أنّ "الأملَ يحدونا بأن ينقذَ جيلٌ جديد يمثله هؤلاء الطلاب الحاضرون بيننا، الأسسَ التي بُنيت عليها دولةُ لبنان، والحضارةَ العريقةَ التي جاءَ منها الوطنُ الذي أعطانا الحياة".
يذكر انه في اطارِ تنظيم المسابقة، تم الاتصالُ بالمدارسِ الرسميةِ والخاصة لاختيار مرشحَين اثنين من كلِ مدرسةٍ من طلابِ الصفوفِ الثانوية النهائية. وبعد الاختيارفاز ستةٌ وستون طالبا في الامتحانِ الخطي نالوا جميعا شهادةً تقديريةً وهديةً تذكارية، وانتقل أربعةَ عشرة منهم الى الامتحانِ الشفهي. وتمحورت الاسئلةُ حولَ موضوعِ الدستورِ وبناءِ الدولة، وفق المحاورِ الاتية: تكريسُ السيادةِ الشعبية، اسسُ الدولةِ، وتعزيزُ المواطنية. وفي نتيجةِ الامتحانِ الشفهي فاز عشرةُ طلابٍ بالجائزة.