حلم تحول الى حقيقة بعد اكثر من 35 عاما من العمل والجهد الشاق لتحقيق الهدف، هكذا يختصر الدكتور جمال يونس حديثه عن "متحف الحياة البريّة والبحرية" الذي عمل على تأسيسه في صور ومن ثم نقله الى جعيتا. هدف يونس الاساس هو ادراك اهمية الحفاظ على البيئة في لبنان، وقد تم تصنيفه كـ"متحف فريد من نوعه" من قبل "منظمة ناشيونال جيوغرافيك".
حب الاوطان اساسي بحسب ما يؤكد يونس، الذي يهدف الى ابراز صورة لبنان الثقافية والحضاريّة المشرقة في العالم، كما يدعو الاجيال الصاعدة الى الالتفات الى جمال هذا البلد والعمل للحفاظ على بيئته الخلابة، والمحافظة على الانظمة البيئية التي تعيش فيها هذه المخلوقات.
العمل الشاق
يشير يونس، طبيب الاسنان الذي استهوته الحياة البرية والبحرية والذي عمل على شراء الحيوانات النافقة من صيادي البحر والبراري والغطس طوال 35 عاما، الى وجود أكثر من 3000 نوع من الحيوانات البحرية والبرية المحنّطة في المتحف الذي تأسس في مدينة صور قبل نحو 11 عاما وانتقل إلى منطقة جعيتا في مبنى تم تشييده وسط واحة خضراء وتتصدر واجهته سفينة فينيقية وتعرض في داخله هذه المحنّطات.
ويضمّ المتحف، الذي تم افتتاحه في 4 كانون الاول 2015، طيوراً محنطة على انواعها (بحرية وبرية)، حيوانات برية، حيوانات بحرية، قشريات (سلاطعين، قريدس، كركند)، وحوالي 40 نوعا من أسماك القرش و30 نوعا من نجوم البحر وخيار البحر و400 نوع من أصداف البحر الأبيض المتوسط وهي مجموعة فريدة لا توجد إلا في هذا المتحف من بين جميع دول البحر الأبيض المتوسط. كما يوجد 250 نوعا من الأحجار الثمينة وشبه الثمينة من مختلف أنحاء العالم ومغارة النجوم والمرجانيات والإسفنجيات.
3 ارقام في "غينيس"
ويكشف ابن مدينة صور ان المتحف، وهو عبارة عن مغارة محفورة في الجبل، استغرق العمل فيها حوالي 11 عاما من النحت اليدوي المتواصل في الجبل بمساحة 4500 م، وهو ضمن غابة من الصنوبر على طريق جعيتا ويطل على نهر الكلب التاريخي، وهو اكبر عمل يدوي نحته إنسان في العالم.
كما يسجل المتحف رقمين قياسيين عالميين اضافيين، لأكبر مجسم لسفينة فينيقية حربية بطول 40 مترا وارتفاع سبعة أمتار، وأكبر مجسم للقرش الأبيض بطول 35 مترا وارتفاع خمسة أمتار، وسيعمل يونس على ادخال هذه الارقام القياسية الثلاثة في كتاب "غينيس".
ويضم المتحف عدداً كبيراً من الحيوانات التي باتت شبه منقرضة، كما يضم أهم المجموعات البحرية التي حازت على شهادات من أشهر المنظمات البيئية العالمية كمنظمة المحافظة على أسماك القرش في العالم، ومنظمة المحافظة على البحر الأبيض المتوسط.
كما تلقى يونس رسالة من ميشال دوفران، مدير متحف موناكو البحري، يعلن فيها عن إستعداده لتقديم المشورة لكيفية عرض الحيوانات في المتحف والمحافظة عليها.
كان حلماً، ولكنّه أصبح حقيقة إذاً بفضل الجهد والمثابرة، والعين اليوم على موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، فهل يدخلها من الباب العريض كونه يملك كلّ المقوّمات المطلوبة لذلك؟
ألبوم الصور كاملاً هنا