بعد ان حطت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في جبل لبنان اوزارها وحماوتها الانتخابية، بدأ العمل والتحضير للمرحلة الثالثة من الانتخابات في الجنوب التي يبدو انها ستكون اشبه بـ"استفتاء" على خيارات التحالف الشيعي الثنائي "حركة امل وحزب الله"، حيث لامس عدد البلديات التي فازت بالتزكية في محافظة الجنوب 22 بلدية من اصل 88 بلدية تتوزع على ثلاثة اقضية هي صور، بنت جبيل ومرجعيون، وذلك بعد اقفال باب سحب الترشيحات الساعة الثانية عشر ليلا من يوم الاثنين في 16 ايار.
تزكية في الأقضية
على عكس المعارك الانتخابية التي وصلت الى "كسر العظم" في جبل لبنان، تشهد محافظة الجنوب هدوءاً انتخابيا حيث لا معارك انتخابية تذكر الا ما خلا بعض الاستثناءات، ففي قضاء صور فازت كل من: برج الشمالي، حناويه، دير عامص، المجادل، سلعا، باريش، بدياس، برج رحال (بلدة النائب علي خريس)، شيحين، جناتا، مجدل زون وطير حرفا من اصل 56 بلدية في القضاء.
وفي قضاء بنت جبيل فازت رشاف، حداثة، خربة سلم، صربين، عيتا الجبل، مارون الراس وكونين من اصل 22 بلدية في القضاء. وفي قضاء مرجعيون فازت بليدا، بني حيان والصوانة من اصل 10 بلديات في القضاء.
كما فاز عشرات المخاتير بالتزكية في محافظة الجنوب، بسبب المناخ التوافقي في البلديات الذّي عكس نفسه على المخاتير حتى ولو لم يكن هناك تحالف فيها بين الحركة والحزب.
الجو السياسي التوافقي هو الاساس
بحسب مسؤول اقليم جبل عامل في حركة "أمل" المهندس علي اسماعيل فإن سبب نسبة التزكية العالية في قضاء صور تحديدا هو الجو السياسي الملائم للتوافق والتفاهم الذي أرساه الإمام السيد موسى الصدر والبيئة الحاضنة لحركة امل، كما ان اتفاق حركة امل وحزب الله ساعد على انجاز كم كبير من التسويات في بعض القرى.
ويتوقع اسماعيل، مسؤول الماكينة الانتخابية للحركة في اقليم جبل عامل، ملامسة عدد البلديات التي ستفوز بالتزكية الـ30 بلدية في قضاء صور قبل يوم الانتخابات الاحد في 22 ايار، ويوضح ان هناك لوائح منافسة في بعض القرى، الا انه لا يتجاوز عدد اللوائح المنافسة الكاملة الـ10 قرى، وفي قريتين او ثلاثة فقط هناك معارك انتخابية حيث يواجه تحالف "امل-حزب الله" لوائح تضم اليسار اللبناني، والقرى الاخرى التي ستجري فيها الانتخابات يوجد مجموعة مرشحين او مرشحين منفردين ارادوا الخوض في الانتخابات، مع العلم ان بعض المعارك له علاقة بالتاريخ البلدي، مؤكدا ان الترشيحات حق نحن حافظنا عليه.
لا معركة في صور
وحول بلدية صور، يوضح اسماعيل ان عدد اعضاء البلدية 21 وتضم مسيحيين ومسلمين، ومؤلّفة من 4 سنّة، 4 مسيحيين والباقي شيعة تم تشكيلهم بالتفاهم مع المرجعيات الدينية للطوائف المختلفة في المدينة، مؤكدا ان اللائحة في صور متينة ومتماسكة يقابلها مرشحون منفردون عددهم 10، لا لائحة كاملة، ويلفت الى ان الحركة هي الفريق الوحيد الذي رشّح مخاتير في كامل المدينة، فيما هناك مرشحون في بعض الأحياء للأفرقاء الآخرين، مشيراً إلى أنّ عدداً كبيراً من المرشحين في المدينة فاز بالتزكية نظرا لوجود بيئة سياسية حاضنة لـ"امل" في صور، وهذا يعكس نجاح خياراتنا في الترشيح.
التحضير للانتخابات
يشير اسماعيل الى الانتقال الى مرحلة التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية بعد اقفال باب الانسحابات، "ونحن نعمل على سحب بعض الترشيحات المنفردة لرفع عدد البلديات الفائزة بالتزكية، مع احترامنا لبعض المرشحين المستقلين في القرى، والتزكية عمل ديمقراطي لا يلغي المعارك الانتخابية في بعض البلدات"، ويعتبر اسماعيل ان المرحلة المقبلة هي مرحلة تحضير للانتخابات بأجواء مريحة وتنافسية بلدية محلية، مع تأكيده انه لا يوجد معركة سياسية الا في بلدتين هما "حولا، والبازورية".
وفي الختام، يدعو اسماعيل الاهالي للمشاركة بكثافة في الانتخابات، لان قوة الاقتراع تعبّر عن حضور التحالف بقوة في وجدان الناخب الجنوبي، حتى لو كانت المعارك شبه محسومة، لان من حق اهلنا المشاركة في الانتخابات.