حذّر رئيس "الائتلاف الوطني السوري المعارض" أنس العبدة من "محاولات روسية لدفع فصائل المعارضة إلى الاقتتال"، معتبراً أن "التداخل الموجود على جبهات القتال لا يسمح بالفصل بين عناصر "جبهة النصرة" وبقية الفصائل وهو المطلب الذي يقدمه الروس بهدف بدء توجيه ضربات للطرف الأول على أساس أنه تنظيم إرهابي على غرار تنظيم "داعش" الارهابي".
وفي حديث صحفي لصحيفة "الحياة"، انتقد العبدة لكن بعض تصرفات "جبهة النصرة"، مشيراً إلى "فتاوى بعض شرعييها الذين أهدروا دم فصيل "جيش الإسلام".
وكشف أن "الروس يسعون إلى عقد صفقة شاملة مع الأميركيين في خصوص سوريا وقضايا أخرى لكن الإدارة الأميركية وتحديداً وزارة الدفاع ترفض تقديم التنازلات التي يسعى إليها الرئيس فلاديمير بوتين من الرئيس الأميركي باراك أوباما في آخر عهده الذي وصفه بأنه بات بمثابة بطة عرجاء لا تستطيع اتخاذ قرارات استراتيجية، ما يعني أن الملف السوري مؤجل إلى ربيع العام المقبل عندما تكون الإدارة الجديدة قد بدأت في ترتيب أوضاعها بعد وصول الرئيس الجديد إلى سدة البيت الأبيض، سواء كان دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون".
وأشار إلى "إنني اعتقد بأن الأميركيين والروس يعملون حالياً على شيء شبيه بما فعلوه في الهدنة أي أن يتوصلوا إلى شيء في ما بينهم ويأتوا لإبلاغه لنا والنظام على أساس أنه لو جلسنا مع النظام للتفاوض فلن نتوصل معه إلى شيء، إنني مقتنع بأن الروس والأميركيين عندهم إطار عام يعملون عليه".
وأفاد عن "محاولات للخروج من هذه المسألة بشيء اسمه الفترة التحضيرية أي أنهم يسمونها فترة تحضيرية وليس فترة انتقالية فإذا أرادوا أن يعتبروا الفترة التحضيرية جزءاً من المفاوضات فنحن أصلاً موافقون على المفاوضات حالياً لكن ليس في اعتقادي أن هناك إمكانية لأن تبدأ مرحلة انتقالية بالأسد بأي شكل من الأشكال.وأي كلام آخر غير مقبول وهم يعرفون هذا الأمر"، لافتاً إلى أن "قناعتي أن الروس عندهم تفويض في الملف السوري والذي يجري الآن هو أن هناك مرحلة من تثبيت خطوط التماس، أي تجميد القتال والاعتماد على السلطات المحلية، سواء كانت عند النظام أو المعارضة، حتى مجيء الإدارة الأميركية المقبلة طبعاً خلال هذه الفترة سيحاول الروس أن يحصلوا على صفقة متكاملة مع الأميركيين، والآن هم يطلبون سعراً عالياً لا يستطيع الأميركيون تقديمه الخيار الآخر بالنسبة إلى الروس هو أن يعملوا محددات أمر واقع على الأرض تمنع الإدارة المقبلة من أن تتحرك كثيراً خارجه، ما يعني أنه لا يكون عندها هامش مناورة. هذا هو الخيار الثاني الأفضل للروس – أي أن يعملوا واقعاً على الأرض لا يمكن للإدارة الأميركية الجديدة أن تتجاوزه. وبالتالي إذا أرادت أن تقوم بأي صفقة حقيقية مع الروس فإنها تكون على أساس هذا الواقع الموجود. وبالنسبة إليهم، أوباما الآن أفضل ما هو موجود وهم يرون أمامهم خيارين: إما كلينتون أو ترامب".