لماذا تحولت المعركة الانتخابية في طرابلس الى معركة تبادل اتهامات بين أنصار رئيس تيار "المسنقبل" النائب سعد الحريري ووزير العدل المستقيل أشرف ريفي؟
تتجه كل الأنظار يوم الاحد المقبل الى مدينة طرابلس حيث ستشهد المدينة ام المعارك نتيجة التحولات السياسية بين ليلة وضحاها.
في طرابلس كان يفترض ان يجري هذا الاستحقاق بعيدا عن التجاذبات السياسية وإفساح المجال للعناصر الشابة باثبات قدراتها الميدانية من خلال نشاطاتها في السنوات الاخيرة، الا ان هذه التمنيات لم تحصل، فلكل فريق سياسي حساباته الخاصة، والعمل البلدي من ضمن هذه الحسابات.
وبما ان السياسة فعلت فعلها في طرابلس، بدءًا من المصالحة التاريخية بين الحريري ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى اللائجة التي جمعتهما مع الوزيرين السابقين فيصل كرامي ومحمد الصفدي والنائبين محمد كبارة وروبير فاضل، إضافة إلى المشاريع الخيرية والجماعة الإسلامية، ثم اتساع الهوة بين الحريري وريفي والتي نتج عنها في الساعات الاخيرة المزيد من تأزم العلاقة بين الرجلين بسبب تراشق الاتهامات بين أنصار كلّ من الحريري وميقاتي من جهة وريفي من جهة ثانية.
التراشق الكلامي لم يخلُ من توجيه اتهامات بالعمالة لكلا الجهتين، فأنصار ريفي اعتبروا ان لائحة ميقاتي والحريري مدعومة من النظام السوري والايراني وانها ستعيد الهيمنة السوريّة الى المدينة من جديد، فردّ أنصار ميقاتي على هذا الكلام بانه افتراء وان هذه المحاولات دليل ضعف وخوف من خوض المعركة الانتخابيّة البلديّة في وجه ابرز القوى السياسية، الامر الذي دفع بأحد أنصار ريفي الى رفع دعوى قضائية على أحد أنصار ميقاتي بالقدح والذم والتحقير والتحريض على القتل، الامر الذي ساهم في رفع منسوب التوتر وصولاً حتى فتح سجلات أنصار ريفي ونشر أوراق وبيانات تؤكد ان بعضهم كان يعيش في احضان المخابرات السورية اضافة الى تلقيه تعليمه في ايران.
كما وجه أنصار ريفي اتهامهم لانصار الحريري بتحالفهم اليوم مع قوى 8 آذار وحزب الله، فردت جماعة الحريري وميقاتي على هذا الاتهام ان الحزب غير متواجد في طرابلس وان من يسوق هذه الاتهامات نسي انه كان مع الحريري قبل اعلان انشقاقه عنه وان مصالحة الحريري-ميقاتي دليل على توحيد البيت السني بدلا من التشرذم والاقتتال الذي لا يستفيد منه الا أعداء لبنان كتنظيم داعش الإرهابي.
برأي أوساط طرابلسية متابعة انه منذ اعلان الوزير ريفي للائحته وهو يوجه الاتهامات المباشرة للائحة الائتلافية المقابلة انها سورية-إيرانية. واعتبرت الأوساط ان هذه الاتهامات استفزّت أنصار ميقاتي والحريري الذين اعتبروا أن ما يُقال هو للتسويق ورفع مستوى منسوب الشعبيّة لدى الفريق الآخر.
وترى أوساط طرابلسية ان هذه المعركة ستحدد حجم القوى المتحالفة في ظل الدعوات التي انطلقت من الأحياء الشعبية الى مقاطعة الانتخابات، بسبب تغييبهم عن اللائحة التوافقية، حيث اعتبر البعض ان المرشحين أتوا فقط من الأحياء البرجوازية، ما اثار استياء الأحياء الشعبية التي اعتبر أبناؤها انها اول معركة يتمّ فيها استبعاد مرشحين من مناطقهم، مؤكدين انه كان على القوى السياسية أخذ هذا الامر بجدية اكثر وضم مرشح واحد على الأقل في لائحتهم.
في غضون ذلك، تؤكد أوساط القوى السياسية المتحالفة أنّ الفوز سيكون "تسونامي" لان الجميع يقيّم حجم القوى السياسية على الارض، وتلفت الى أنه مهما حاول أنصار لائحة ريفي سوق اتهامات فلا يمكن تحقيق الفوز الا بكسب ثقة المواطنين.