تتحضّر بلدة القبيات لامتحان يشبه الذي خاضته جزين وسواها من المناطق في لبنان ففيها سيكون التفاهم العوني-القواتي أمام "بروفا" جديدة لمدى فعاليته وتأثيره في الناخب الشمالي وخصوصاً في القبيات التي تُعَدّ منطقة مسيحية بإمتياز.
قبل يومين من إغلاق باب الترشيح، لم يكن أهالي القبيات يدركون إن كانوا سيتوجهون الى صناديق الإقتراع لانتخاب هذه اللائحة أو تلك، فكانت تصلهم أصداء توافق يسعى جميع الفرقاء الفاعلين أي "التيار الوطني الحر"، "القوات اللبنانية"، الكتائب اللبنانية"، النائب هادي حبيش، والنائب السابق مخايل الضاهر الى نسجه، ولكنه لم يصل الى خواتيمه، لتكون المنطقة على موعد مع معركة "سياسية" بعد تأليف التيار والقوات لائحة برئاسة طوني مخايل وجان الشدياق في وجه رئيس البلدية الحالي عبدو عبدو المدعوم من النائب هادي حبيش، النائب السابق مخايل الضاهر والكتائب اللبنانية.
في هذا السياق يؤكد النائب هادي حبيش عبر "النشرة" أن مسألة الحصص كانت "الشعرة التي قصمت ظهر البعير"، ليعود ويشير الى أن المعركة في القبيات هي بين العائلات التي تمثلها اللائحة التي يدعمها والأحزاب التي تمثلها اللائحة المقابلة، ومؤكداً في نفس الوقت أنه "في كتلة "المستقبل" ولكنه ليس حزبياً ولا يتبع أي حزب"، واصفاً "المعركة بالمسيحية-المسيحية وتدور بين العائلات والتي تمثلها اللائحة التي يدعمها والأحزاب التي تمثلها اللائحة المنافسة"، ومشدداً على أن "الهدف هو المحافظة على قرار القبيات وعدم مصادرته من قبل الأحزاب". أما المسؤول عن ملف المفاوضات في القبيات وعضو الهيئة التأسيسية في "التيار الوطني الحر" الوطني الحر جيمي جبور فيرى أنه "كانت هناك مساعٍ للتوافق في القبيات وأغلب الفرقاء سهلوها إلا أن النائب هادي حبيش رفضها"، لافتاً في نفس الوقت الى أن "دخول الأخير بحلف مع النائب السابق مخايل الضاهر و"الكتائب" جعله واثقا من أنه يستطيع أن يربح خصوصاً وأنه يعتبر نفسه متضرّرًا من التفاهم العوني-القواتي"، ومضيفاً: "حبيش يعتبر أنه وفي حال خسر التحالف المسيحي-المسيحي في القبيات سيكون هو الرابح الأكبر، وهنا يبقى على أهالي البلدة أن يختاروا إما أن يكون قرارهم لدى "المستقبل" أو "التيار الوطني الحر" و"القوات".
"الناخب القبياتي أمام خيارين، إما التصويت لخيار العمل البلدي التقليدي أو التصويت لدينامية العمل". بهذا الكلام يبدأ رئيس اللائحة المدعومة من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" طوني مخايل كلامه، لافتاً الى أن "التحالف بين القوّتين طرح جملة مبادئ منها تنموية، والعمل البلدي في صلبها"، ومشيراً الى أن "الأحزاب شكلت رافعة للائحة اعضاؤها هم من رحم العائلات في القبيات".
هنا يشير عبدو الى أن "اللائحة التي يترأسها تأتي من رحم العائلات أيضاً ولكنها مدعومة من حبيش والضاهر والكتائب"، لافتاً الى أننا "نركز في برنامجنا الانتخابي على إستكمال البنى التحتية في المنطقة خصوصاً وأن القبيات بعيدة عن العاصمة"، ومشدداً على "تعزيز السياحة البيئية والدينية لاسيما وأن القبيات تحتوي على الكثير من الكنائس القديمة الأثرية والغابات إضافة الى معمل لفرز النفايات". أما مخايل فيعتبر أنه "لا يمكن الحديث عن تأهيل طرقات وما شابه من ضمن البرنامج الانتخابي لأن هذا الأمر واجب على أي شخص أن يقوم به"، ومضيفاً: "نسعى الى رد القبيات إلى الخارطة السياحية".
إذا أهالي القبيات يوم الأحد على موعد مع خيارين... فهل يصيب "المستقبل" تفاهم "التيار" والقوات" في الصميم أم أن التحالف المسيحي سيتكرّس من القبيات رغم كل الصعوبات؟!