رأت مصادر متابعة لصحيفة "النهار" أن "مضمون كلمة السفير السعودي علي عوض عسيري التي ألقاها يوم الجمعة خلال العشاء الذي أقيم في دارته تؤكد أن السعودية لم تترك الساحة اللبنانية يوماً".
ورأت المصادر أن "الرسالة من كلمة عسيري مثلثة الأهداف، أولاً، لا فيتو في المبدأ على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، ولا على سواه، وكل ما يقال على لسان السعودية في هذا الخصوص غير صحيح وصحيح ان ثمة مسافة قطعت حيال الرفض الذي وضعه الامير الراحل فيصل بن سعود على عون، إلا أن الآمال غير معقودة بعد على التبدّل السعودي"، مشيرةً إلى أنه "لا إفراج عن الاستحقاق الرئاسي لأنه قد تكون للاقليم ظروفه ولا سيما في جوّ الحدّة الميدانية في سوريا والعراق، إضافة الى انشغال الأميركيين بانتخاب رئيس جديد خلفاً لباراك أوباما والسياسة التي سيعتمدها في الشرق الأوسط، من دون اغفال ان العلاقات السعودية – الاميركية تسير على خيط رفيع ودقيق وحساس جداً، وخصوصاً بعد إقرار مجلس الشيوخ الأميركي قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب الذي يسمح عبره لذوي المتضررين من هجمات 11 أيلول بمقاضاة الحكومة السعودية"، متسائلة "هل يكون القرار الاميركي بريئاً حيال السعودية كما هو حيال "حزب الله" لناحية فرض عقوبات مصرفية عليه؟".
ولفتت إلى أنه "صحيح ان اللبنانيين عندما يتوافقون على الرئيس المناسب لا يعني ذلك بالضرورة ان يكون الرئيس توافقياً"، معتبرةً أن "السعي توافقياً لانتخاب رئيس شيء، وتفسير القول بما معناه السعي الى رئيس توافقي شيء آخر"، متسائلة "هل يندرج هذا العشاء من باب الموافقة على صيغة داخلية تسووية لإنتاج اتفاق سياسي داخلي على غرار ما حصل في الطائف والدوحة، تحديداً بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن "دوحة لبنانية" داخلية".
ولفتت المصادر الى "تجاهل السفير السعودي لمبادرة برّي لناحية قانون انتخاب فانتخابات نيابية مبكرة ثم رئاسية، إذ يتبيّن ان الرئاسة لا تزال، راهناً، متقدمة عند السعودية على ما عداها"، متسائلة "هل في ذلك اعتبار أن برّي يلاقي "حزب الله" في مناداته بالاتفاق على سلة متكاملة للخروج من الأزمة اللبنانية؟ وهل يمكن أحدا أن يقتنع بإمكان تسوية سياسية من دون "حزب الله"؟".