من المتوقع أن تشهد بلدة منيارة في قضاء عكار، يوم الأحد المقبل، منافسة تقليدية بين رئيس البلدية الحالي أنطون عبود ورئيس لائحة "منيارة للكل" سليم الزهوري، مرشح "الكتائب" في الدورة السابقة، بعد فشل الدعوات إلى التوافق بالوصول إلى نتيجة إيجابية، نظراً إلى أنها كانت تقوم بالدرجة الأولى على إزاحة عبود من موقعه، بعد 18 عاماً من رئاسة البلدية.
في الدورة الحالية، المعركة، التي يؤكد جميع المعنيين أنها حامية جداً، ستكون بين لائحتين مكتملتين، يغلب عليها الطابع العائلي بالدرجة الأولى، نظراً إلى وجود مرشحين حزبيين أو مؤيدين للأحزاب على كل منهما، ومن المستبعد أن تعرف نتيجتها قبل إغلاق صناديق الإقتراع وفرزها، حيث سيتقرر من يفوز بعضوية المجلس البلدي المؤلف من 15 عضواً، بالإضافة إلى 3 مخاتير، في حين يبلغ عدد الناخبين حوالي 4500، يقترع منهم عادة ما يقارب النصف.
في الدورة الحالية، تبدلت التحالفات في منيارة، التي تعتبر واحدة من أكبر البلدات الأرثوذكسية في عكار، حيث دعم التيار "الوطني الحر" في السابق، إلى جانب الوزير السابق يعقوب الصراف، لائحة عبود، في مقابل اللائحة المدعومة من قبل "القوات" و"الكتائب"، لكن اليوم يجتمع التيار مع "القوات" و"الكتائب" على دعم اللائحة المنافسة، برئاسة سليم الزهوري، بالرغم من وجود مرشحين حزبيين ومؤيدين على اللائحة المقابلة، مع العلم أن مصادر "الوطني الحر" الرسمية تنقسم في التعليق على هذا الأمر، بين مؤكد لدعم الزهوري ومتحفظ على الحديث بهذا الموضوع، قبل يومين من الإستحقاق الإنتخابي، الأمر الذي تضعه مصادر مطلعة في إطار التباعد بين القيادة والقاعدة في الخيارات، وتؤكد بأن من يدير المعركة في منيارة هو يعقوب الصراف.
من جانبه، يشير الزهوري، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن المعركة عائلية إنمائية لكن الأحزاب تدعم اللائحة التي يرأسها، ويشدد على أن التنافس ديمقراطي في صناديق الإقتراع فقط ولا يوجد أي ثأر أو إشكال شخصي مع رئيس اللائحة المنافسة، ويضيف: "بالعلاقة الشخصية نحن أكثر من أخوة والتواصل غير مقطوع".
ويشرح الزهوري أسباب فشل التوافق في منيارة، حيث يوضح أنه كان يؤيد أي صيغة، حتى ولو كانت على رئيس البلدية الحالي، إلا أن الأحزاب أرادت أن لا يكون عبود رئيس المجلس البلدي المقبل، في حين هو أصر على أن يكون الإتفاق عليه أو الذهاب إلى المعركة.
وعلى الرغم من التأكيدات بأن هناك مرشحين حزبيين على لائحة عبود، لا يعتقد الزهوري هذا الأمر، حيث يوضح بأن ليس هناك أي مرشح "قواتي"، في حين هناك شخص "كتائبي" رفض الإلتزام بقرار قيادة الحزب الرسمي، أما بالنسبة إلى "الوطني الحر" فإن القرار الرسمي هو بدعم لائحته بحسب ما يؤكد، ويضيف: "القوات لم تكن في أي مرة داعمة لعبود، فهو كان دائماً يرفض ترشيح أي قواتي على لائحته".
ويوضح الزهوري أنه ينطلق في ترشيحه من وجود طاقات شبابية في منيارة تريد أن تأخذ دورها، خصوصاً أن رئيس البلدية الحالي "ركز على الحجر ونسي البشر"، ويلفت إلى أن مركز الشؤون الإجتماعية في البلدة لم يفتتح بسبب عدم رغبته بوجود نواب المنطقة، الأمر الذي رفضه الوزير السابق سليم الصايغ، ويشير إلى أنه سيعمل في حال نجاحه على إعادة إفتتاح المركز، بالإضافة إلى مشاريع أخرى، منها الإهتمام بالنوادي والنشاطات الرياضية.
في المقابل، يشير عبود، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن المعركة الإنتخابية في منيارة راقية جداً، ويوضح أنها تأخذ الطابع العائلي أكثر من الحزبي، ويؤكد أن الأحزاب لا تدعم لائحة على حساب الأخرى، ويضيف: "هذا الكلام مؤكد من مسؤولي القوات والوطني الحر في المنطقة، وكل كلام آخر عار من الصحة".
ويشدد عبود على العلاقة التي تجمعه برئيس اللائحة المنافسة، حيث يلفت إلى أن المعركة ليست معه بل مع الصراف الذي لم يجد من يخوض المعركة به ضده، ويدعو إلى سؤال الوزير السابق عن سبب هذا الأمر، خصوصاً أنه كان من المفترض أن لا يكون هناك معركة في البلدة.
ويتوقع عبود أن يكون الناخبون إلى جانبه يوم الأحد المقبل، كما كانوا في الدورات السابقة، حيث كانت هناك معارك بعد العام 1998، في 2004 و2010، وكان الفارق لصالحه ما يقارب 300 صوتاً، ويضيف: "على مدى 18 عاماً المواطنون يعرفون ماذا أعمل وكيف أعمل، واليوم لدينا تشكيلة جديدة سوف تهتم بالتنمية البشرية، بعد أن باتت كل شوارع منيارة شبيهة بتلك القائمة في وسط بيروت"، ويتابع: "اليوم بدأنا العمل على النادي الرياضي والمكتبة، وأعضاء اللائحة من الشباب لديهم العديد من الخبرات والقدرات".
بالنسبة إلى موضوع مركز الشؤون الإجتماعية، يلفت عبود إلى أنهم يتحدثون عنه ويتجاهلون المراكز التي شيدت في البلدة، من الأمن العام إلى الدفاع المدني، ويؤكد أن المجلس البلدي برئاسته هو من عمل على إنجاز المركز المذكور، إلا أن الخلاف حصل قبل يوم من الإفتتاح، بعد أن كان من المقرر أن يكون هناك كلمتان، واحدة له والثانية للوزير، لتكون المفاجأة بالرغبة بأن يكون هناك أخرى لأحد نواب المنطقة.
في المحصلة، ستكون منيارة على موعد مع معركة حامية، يوم الأحد المقبل، لا يمكن التكهن بنتيجتها منذ الآن، في ظل عدم صدور مواقف واضحة من الأحزاب الفاعلة، حيث ترك الموضوع على ما يبدو للصراف لإدارة مواجهة مع عبود.