تدخل بلدة مغدوشة في قضاء صيدا رسميًّا خارطة السياحة الدينية العالمية من بوابة مزار "سيدة المنطرة" بعدما قررت "منظمة السياحة العالمية" التابعة للأمم المتحدة الموافقة عليه، اثر جهود من وزارة السياحة اللبنانية وجمعية "على خطى المسيح في جنوب لبنان" وبالتعاون مع ابرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك برئاسة المطران ايلي الحداد.
سببان دفعا منظمة السياحة العالمية الى هذه الموافقة، اولها لأن "سيدة المنظرة" مكان اصبح متفقاً عليه علميًّا انه من الأمكنة التي وطأها السيد المسيح، وانه كان يأتي الى ساحل صور وصيدا ومعه امه السيدة العذراء فكان يتركها وينزل ليبشر في المدن الساحلية، فكانت تنتظره في مغارة مغدوشة التي اصبح اسمها مغارة سيّدة المنطرة، وثانيها لان عدة بعثات ايطالية ثم بولونية وعلماء آثار لبنانيون، حسموا بان هذا الموقع أثري يعود الى ما قبل 2000 سنة اي انها منطقة أثرية ببعديها التاريخي والروحي وامتداد للارض المقدسة من القدس مرورا بالجليل الى لبنان.
اللافت في الامر، انه بمجرد الموافقة على الانضمام الى خارطة السياحة العالمية، فان اسم سيدة المنطرة دخل على 400 الف موقع جديد في السياحة العالمية، وقد ادرجت وكالات السياحة ومكاتبها الموقع ضمن رحلاتها السياحية للبنان، بينما وعدت وزارة السياحة بوضع شارات ولافتات ترشد الى الموقع من على الطريق الساحلية بدءاً من صيدا وصولا الى مغدوشة، بينما باشرت أبرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك بانشاء فندق سياحي في محيط بازيليك مغدوشة فيه نحو 20 غرفة لاستقطاب السياح الذين يقصدون المنطقة للسياحة الدينية.
حداد والرسالة
ويؤكد راعي ابرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي الحداد لـ"النشرة" ان ادراج سيدة المنطرة على خارطة السياحية العالمية هو اعتراف على الصعيد الدولي بهذا الموقع الذي جاء اليه السيد المسيح مثل الكثير من المواقع التي ولد او عاش او صلب فيها في بيت لحم والقدس وسواهما، وهو تطابق بين البعدين الديني والتاريخي لتلك الفترة التي عاش فيها السيد المسيح حيث عثر في البلدة على الكثير من المغاور التي تشبه النزل والتي من المرجح ان يكون قد نزل فيها والسيدة مريم العذراء في أوائل القرن الاول للميلاد.
ويلفت المطران حداد إلى ان هذا التطابق، تقاطع مع الامم المتحدة حين بذلت وزارة السياحة بشخص وزيرها ميشال فرعون جهودا لادراجها على خارطة السياحية الدينية العالمية ونجحت، وفي ذلك رسالتان، الاولى الى المسيحيين في هذا الشرق كي يبقوا فيه، اذ فيه تشجيع على التمسك بارضهم وعدم بيعها وهي علامات من السماء ننتظرها على الارض وقد جاءت، والثانية لجميع الطوائف والاديان وليس المسيحية فقط انها هدية الى كل اللبنانيين كي يرتفع اسم لبنان وتنتعش منطقة صيدا وليس بلدة مغدوشة فقط، موضحا ان أكثر من 100 ألف سائح وزائر يحجّون سنويا الى مزار "سيدة المنطرة" الذي بني في ستينيات القرن الماضي، لكي يفوا بنذورات للسيدة العذراء لشفاء من مرض او طلبا لحاجة.
ويرى المطران حداد أنّ هذا الاهتمام الدولي اليوم بمغدوشة سيترتب عليه مجيء بعثة سنوية من الأمم المتحدة لتؤكد على ما يجب القيام به، "وقد ابلغنا ان هناك بعثة بولونية ستهتم بصيانة الحجر في المغارة وحمايته من التلف، وهناك تواصل مع سفارات عديدة لاقامة حدائق ومساحات اكبر للعائلات لتكون سياحة دينية وترفيهية في نفس الوقت تجذب سياحا اكثر الى المنطقة"، معتبرا ان المطلوب من الدولة، المساهمة في تحسين هذا الموقع الاثري والديني والترويج له اكثر وحمايته.
موسى والشفاعة
ويؤكد النائب ميشال موسى ابن بلدة مغدوشة لـ"النشرة" ان هذه الخطوة من شأنها ان ترفع مكانة البلدة دينيًا وسياحيًا واقتصاديًا وتدفعها قدمًا الى الامام اكثر من اي وقت سابق، وهي تؤكد انها جزء من امتداد الاراضي المقدسة حيث وطأت السيدة مريم العذراء ارضها وهي تنتظر ابنه السيد المسيح حيث كان يبشر في صيدا ومنطقتها وفي الوقت نفسه يؤكد على اهمية الحضور والبعد التاريخي، ووضعه على خارطة السياحية الدينية العالمية سيجذب الانتباه اليه كجزء من السياحة في الشرق الاوسط ببعديه الديني والتاريخي.
ويوضح النائب موسى ان بلدة مغدوشة لها رعاية خاصة وشفاعة السيدة العذراء وان الاهتمام بها اليوم يعطيها المزيد من الاهتمام والشفاعة، وتاليا الازدهار على مختلف المستويات، لجهة ان البلدة ستكتسب شهرة اوسع من باب العالميّة، او لجهة جذب السواح من مختلف دول الشرق الاوسط والعالم او لجهة المساهمة في تحريك العجلة الاقتصادية اكثر.
برنامج الحفل
تنتظر بلدة مغدوشة بفارغ الصبر الساعة السادسة والنصف من مساء يوم غد الاحد للاحتفال بالحدث رسميًّا، واعلان وضع مقام سيدة المنطرة في مغدوشة على خارطة السياحة الدينية العالمية والذي يندرج ضمن نشاطات اطلاق برنامج السياحة الدينية في دول المشرق وبرنامج المنتدى السياحي اللبناني الدولي الذي يعقد في لبنان يومي 29 و30 أيار الجاري.
وستشهد مغدوشة قبل الحفل عند الرابعة بعد الظهر جلسة عمل حول طاولة مستديرة يشارك فيها بالاضافة الى وزير السياحة اللبناني واختصاصيين في مجال السياحة العالميّة والمتوسّطية والدينيّة كلاً من وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز ووزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة ومديرة السياحة في منطقة غاليسيا الاسبانية ماريا نافا كاسترو والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي، على ان يتخلل الحفل، النشيد الوطني اللبناني وكلمات لكل من السفير البابوي المطران غابريال كاتشا، المطران ايلي حداد، الوزير السابق النائب ميشال موسى، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي والامين العام لـ"جمعية على خطى المسيح" في الجنوب سمير سركيس والوزير ميشال فرعون.
للاطلاع على ألبوم الصور كاملاً، اضغط هنا