أكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ان "معركتنا مع الإرهاب طويلة ومضنية، هذا يستشف من المعطيات العسكرية الميدانية، والمواقف السياسية الدولية المتعارضة، وتباين المواقف المحلية مما يدور حولنا من نزاعات وصراعات، وانعكاساتها السلبية التي وزعت الدول والشعوب وفق اصطفافات عرقية أو طائفية أو مذهبية، بعيداً كل البعد عن المعايير الإنسانية والأخلاقية.
وفي كلمة له، خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من دورة الرقباء المتمرنين الذين تابعوا دورة تنشئة مسلكية وعسكرية، في معهد قوى الأمن الداخلي/ ثكنة الرائد الشهيد وسام عيد ـ عرمون، لفت بصبوص الى ان "كل تلك المعطيات والتحولات على الرغم من تسارعها تشير الى ان الحلول ليست بقريبة، انما تسير وفق مجريات خطيرة، تنذر بتفتيت دول المنطقة وتهجير قاطنيها، وتدمير بناها التحتية، وطمس تراثها وثقافتها المتوارثة".
وشدد على ان "هذا يملي على جميع الجهات المعنية دولية وإقليمية ووطنية وعي خطورة المرحلة، والسعي إلى تجنيب المنطقة ولبنان المخاطر المحدقة، والتعامل بحكمة وترو مع المتغيرات والمستجدات السياسية والأمنية القادمة".
واشار الى "اننا نجحنا في قوى الأمن في تجاوز الكثيِر من الصعوبات، ومجابهة العديد من المخاطر التي كانت تقف خلفها تنظيمات إجرامية منظمة، وفككنا الكثير من الشبكات التابعة لها، وأحبطنا العديد من المخططات، وأوقفنا أعداداً كبيرة من كبار المجرمين الضالعين في جرائم مختلفة كالإرهاب، والمخدرات، والاتجار غير المشروع بالأسلحة، والاتجار بالبشر وجرائم المعلوماتية وغيرها من الجرائم، وقد أنزلنا في صفوف المجرمين خسائر كبيرة، وفي المقابل قدمنا عدداً من الشهداء والمصابين في معارك وتحديات لم نخترها بل فرضت علينا، وقدرُنا أن نبقى لها بالمرصاد وعلى أهبة الاستعداد للتصدي لها حيث تقتضي المواجهة".
وأوضح ان "دور قوى الأمن لا يقتصر على مجابهة الجريمة بمختلف أشكالها وصورها، إنما لهذه المؤسسة دور أساسي وفاعل في تسيير الشؤون الحياتية اليومية للمواطنين وتسهيلها، كما تؤدي دوراً جوهرياً في الاستحقاقات الوطنية الرئيسة، والتي كان آخرها الانتخابات البلدية والاختيارية حيث قامت قوى الأمن الداخلي وبمشاركة فاعلة من الجيش اللبناني بمهام توطيد الأمن وحفظ النظام وحماية مراكز الاقتراع وتوفير الجو الملائم لسير العملية الانتخابية، والتي جرت في أجواء من الديمقراطية وحرية التعبير".
وأكد على ان المديرية العامة لقوى الامن "حريصة كل الحرص على تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، فمقابل تكريمها للمتميزين في أدائهم والمبدعين أعمالهم، والمتفانين في الخدمة، فهي لن تتوانى أبداً عن مُحاسبة الفاسدين والمقصّرين والمُخلّين بواجبات الوظيفة وكل من يسيء استغلال السلطة لمآرب شخصية".
بدوره، لفت رئيس شعبة العلاقات العامة العقيد جوزيف مسلّم بالحضور، الى ان "الأمن صار ضرورةَ الضرورات، وأهميته تأتي بعد الحاجة إلى الطعام والهواء، ومعه يكتسب كل شيء قيمته في الوجود. حتى الإنسان نفسه".
وأشار الى انه "لا بدّ، في هذا الزمن الصعب، من طرح الأمن ورقة ثقة جديدة بيد الناس، بوليصة تأمين ضد أخطار المجتمع التي تهدده داخلياً وخارجياَ وتعكس الاستعداد الكامل لقوى الأمن الداخلي لتأمين الإمكانات البشرية والمادية لمواجهة كل ما يخل بالأمن".