نُسب الى ديبلوماسي غربي كبير قوله في حضور جماعة لبنانية منوّعة التقته خارج لبنان في إجتماع مدبّر جرى »استدعاء« (والأصح دعوة) المشاركين فيه كل على حدة... نُسبت إليه أقوال عديدة سجلها بعضهم بالصوت والصورة ظاناً أنه يتمكن من ذلك.. ولكن عندما تبيّـن للديبلوماسي ان كلامه قد سجّل إعتذر وأصر على محو الفيديو من جهاز الهاتف الذي كان صاحبه قد إستخدمه في التسجيل.
وما بقى في أذهان بعض حاضري اللقاء ممن تسنّى الإستماع الى أقوالهم يمكن تلخيصه بالآتي:
أولاً على الصعيد الأمني: الأمن ممسوك، ومتماسك »نسبياً«. ولكن »الأيام حُبلى ليس يُدرى ما تلدُ«. قالها (الديبلوماسي بلغته الأجنبية. فترجمها ناقل الكلام بهذا الشطر من بيت شعر / مثل عربي عتيق. وأضاف الديبلوماسي: إنّ أهم ما يساعد على كشف المخططات الإرهابية عندكم أمران متلازمان: كفاءة وفاعلية الأجهزة من جهة وعدم وجود بيئة حاضنة حقيقية. وفي هذه النقطة قال: اللبنانيون في عكار وطرابلس وعرسال وسواها (واضح أنه يعني الجماعة السنية في لبنان) ليسوا مع الإرهاب، ولن يكونوا معه، ولكنهم مقتنعون بأن هناك إضطهاداً لأهل السنة في المنطقة وهذه الحقيقة راسخة في أذهانهم. وضرب مثلاً بوالد اتصل بأحد الأجهزة الأمنية شاكياً علاقة ولده بتنظيم إرهابي ما أدى الى اعتقال الإبن. وفي تقدير الديبلوماسي أن الوالد فعل مع فعله »كي ينقذ إبنه من موت محتوم خصوصاً بعدما لمس لديه نزعة إنتحارية«.
ثانياً - على صعيد رئاسة الجمهورية قال الديبلوماسي الغربي الكبير: سليمان فرنجية مرشح جدّي جداً ولكن ليس لهذه الدورة... و»العمر لا يزال قدّامه«.
والعماد جان قهوجي في تجاذب بين من يريد أن «يغرقه» في اللجة الأمنية وتحميله مسؤولية في ما آلت إليه أحداث جرود عرسال والسماح للمقاتلين بالمغادرة وفي صحبتهم الجنود اللبنانيون وعناصر قوى الأمن المختطفون وبين من يريد أن يعوّمه بـ»الإنجازات» التي يحققها الجيش وبالذات مديرية المخابرات في هذه الأيام. وفي تقدير الديبلوماسي الغربي الكبير أنّ الفريقين يملكان أوراقاً بارزة. ويضيف: أما حاكم مصرف لبنان فالحاجة إليه في موقعه أكبر أهمية من وصوله الى الرئاسة. وزاد يقول: ونحن نفضّله حيث هو، وإن كنا نرى له حظوظاً في الرئاسة.أمّا الوزير السابق جان عبيد فيرى الديبلوماسي انه يمكن أن يكون الأكثر قرباً من بعبدا، لأنه لا يشكل تحدياً مباشراً لأحد حتى لأولئك الذين لا يريدونه وابرزهم حزب مسيحي فاعل. وبين الأسماء المتداولة اثنان أحدهما مستحدث يتناولهما الديبلوماسي باهتمام لفت الحضور أحدهما وزير سابق محام ناشط جداً في المجتمع المدني ويحظى باحترام كبير و»ليس له أعداء». والثاني عسكري حديث التقاعد وحديث الدخول الى نادي المرشحين الرئاسيين ويحظى باحترام عابر للطوائف وإن كان مقرّباً من جهة حزبية سياسية بارزة.
وخصص الديبلوماسي مساحة كبيرة من حديثه للجنرال ميشال عون وقال إن حظوظه تراوح بين المئة في المئة والصفر في المئة... وبعد حديث مطوّل، إيجابي عموماً، عن زعيم التيار الوطني الحر قال: قد يكون الحل معه وبه إذا تمكّن من «إقناع» طرف عربي مهم... مستدركاً: إن العماد لا يقبل بولاية من سنتين، ولكنه قد يقبل بنصف ولاية (ثلاث سنوات) على الأقل.
والكلام المنقول عن الديبلوماسي البارز يطول.