أيها المسلمون.. أيها اللبنانيون
يطل علينا شهر رمضان المبارك؛ شهر الرحمة والمغفرة، ونحن أحوج ما نكون للتمسك بأهداب الدين الحنيف، والامتثال لمفاهيمه التي جاء بها نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، في وقت يعمل أعداء الأمة الإسلامية على ضرب هذه المفاهيم والقيم، من خلال ممارسات ظالمة لا تمتّ إلى الدين بصلة، والإسلام منها براء.
إن الإحياء الحقيقي لهذا الشهر المبارك يكون من خلال بث الوعي في صفوف الأمة، وإفهامها أن تكليفنا الشرعي لا يقتصر على الامتناع عن الأكل والشرب وبقية المفطرات بقدر ما يكون بإظهار مفاهيم الرسالة الإسلامية السمحة، وفضح الذين يسيئون للدين من خلال تشويه صورته في ممارسات ظالمة.
أيها المسلمون.. أيها اللبنانيون
إن فرحتنا بالشهر المبارك يجب ألا تنسينا آلام الشعوب الرازحة تحت نير الاحتلال، خصوصاً الشعب الفلسطيني المظلوم، وبالتالي علينا تقديم كل الدعم اللازم لهم؛ مادياً وسياسياً ومعنوياً، لرفع الظلم عنهم، والعمل لاجتثاث الغدة السرطانية الصهيونية، والغدة التكفيرية المتولدة عنها، والتي تسير على نفس نهجها وتتبع نفس الأسلوب.
وفي هذا السياق، ندعو أن يمنّ الله على هذه الأمة بقادة يمتلكون الوعي والرشد كي يعملوا على إنهاء الحروب الدائرة في سورية والعراق واليمن وليبيا، والتي ترتكب فيها مجازر بحق الأبرياء ولا يستفيد منها سوى أعداء الأمة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني.
في هذا الشهر المبارك أودّ أن أؤكد على النقاط الآتية:
أولاً: يجب توفير الدعم كل الدعم للمقاومة في لبنان وفلسطين، للاستمرار في عملهما في محاربة الاحتلال الصهيوني، بانتظار تشكيل جيش الأمة الذي سيحرر فلسطين كما هو الوعد الإلهي.
ثانياً: يجب خوض المعارك لاستئصال الإرهاب التكفيري من الجذور.
ثالثاً: العمل على إنهاء الحروب وسفك الدماء في البلاد العربية.
رابعاً: على اللبنانيين استلهام معاني الشهر المبارك، واللجوء إلى الحوار في حل مشاكلهم، التي يجب أن تصل إلى وضع حد لها، فقد وصلت الأمور إلى مكان خطير جداً، والناس أمام الأزمات الاقتصادية والسياسية باتوا لا يتحمّلون فراغاً مستمراً في سدة الرئاسة، لذا فإننا ندعو إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن، وإقرار قانون انتخابي عصري عادل نراه في اعتماد النسبية، وعلى أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة.