علمت صحيفة "النشرة" الإلكترونية، ان طفلا لا يتجاوز عمره 4 سنوات ويدعى جواد جمعة، سقط عند الحادية عشرة ليل أمس من شرفة ذويه في الطابق الثاني في منطقة بئر العبد، وعلى الفور نقله ذووه الى مستشفى السانت تريز في الحدت، حيث أدخل الى الطوارئ وأجريت له الاسعافات الأولية اللازمة وصور أشعة، ليتبين بنتيجتها أنه يعاني من نزيف حادّ في الرأس ما يستوجب نقله الى مستشفى يملك المعدات الطبّية اللازمة لمعالجته والتي لا تتوفّر في مستشفى سانت تريز، نظرا لخطورة حالته بحسب رواية خالة الطفل فاطمة ترمس في اتصال أجرته "النشرة" معها، مشيرة الى ان والد الطفل أجرى الاتصالات اللازمة بالمستشفيات التي رفضت جميعها الموافقة على إدخال الطفل بحجّة عدم توفر مكان شاغر في غرف عناية الاطفال، مع العلم ان الأطباء الذين كشفوا على الطفل أوصوا بإجراء عملية سريعة للطفل لوقف النزيف.
"وفي النهاية وبعد منتصف الليل نجح الأهل بإيجاد مكان في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت(AUH) التي وافقت على استقبال الطفل بشرط دفع مبلغ 9 آلاف دولار أميركي" بحسب ما ذكرت ترمس، مع التذكير ان الطفل مضمون في الضمان الاجتماعي، فعرض الوالد دفع مبلغ 3 آلاف دولار يحملها معه، متعهدا بدفع الباقي صباحا بعد فتح البنوك أبوابها، فرفضت المستشفى الطلب، مؤكدة انه على الوالد إما ان يدفع المبلغ كاملا نقدا او بواسطة "شيك"، ما عجز الوالد عن تلبيته. بعد دقائق ارتفع المبلغ المطلوب الى 22 ألف دولار وأكدوا على تسليم المبلغ قبل استيلام الطفل ثم عادت وقبلت بـ16 ألف دولار بشرط ان يدفع الوالد 4 آلاف منها فورا والباقي أثناء المعالجة ودائمًا بحسب خالة الطفل، ونظرا للشروط وبعد قيام الأهل بالاتصال بوزارة الصحة تم تأمين معالجة الطفل في المستشفى الحكومي في بيروت، وقد أوعز وزير الصحة وائل بو فاعور للمستشفى بالقيام بكل ما يلزم للعلاج وفي حال لزم الأمر نقله الى أي مستشفى آخر في حال استوجبت حاله ذلك، وهو الآن بحسب ترمس يخضع للمراقبة في غرفة العناية الفائقة بعد تمكّن الأطباء من وقف النزيف، ليبقى وضعه خطرا خلال الـ72 ساعة المقبلة.
من جهتها نفت مصادر مستشفى الجامعة الأميركية هذه المعلومات جملة وتفصيلا، مؤكدة ان سبب رفض الطفل في الليل مردّه الى بروتوكول تتبعه المستشفيات في ما بينها ويسمى ببروتوكول "ترانسفير"، والمستشفى رفضت في البداية استقبال الطفل لعدم وجود مكان شاغر في العناية الفائقة نظرا لحالته الدقيقة، غير انها بحسب وبحسب مصادر المستشفى عادت واتّصلت بوالد الطفل صباحا لتعطيه الموافقة بعد شغور مكان عندها، رافضة صحّة ما تم تداوله عن أسباب مالية.
في الخلاصة وفي مطلق الأحوال ومهما كان السبب، يبقى أن العلاقة المتأرجحة بين الناس والمستشفيات تعود الى الحالة الاقتصاديّة والى اغفال الحكومة عن الهموم المعيشيّة والضائقة المالية الخانقة التي يرزح تحت المواطن اللبناني في بلدٍ كَثُرت فيه مشاكله وازداد عبء المسؤولين على سكّانه، ليبقى المواطن الحلقة الأضعف.